رسالة اليوم

29/12/2021 - جهِّز نفسَك لاختبارٍ صَعب

-

-

وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «رَأَيْتُ هذَا الشَّعْبَ وَإِذَا هُوَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ. فَالآنَ اتْرُكْنِي لِيَحْمَى غَضَبِي عَلَيْهِمْ وَأُفْنِيَهُمْ، فَأُصَيِّرَكَ شَعْبًا عَظِيمًا». (خروج32: 9-10).

لا يُمكننا ازدراء علاقتنا مع الآب كما سبقَ وقلتُ في رسائل أخرى، ففي يومٍ من الأيَّام، سنكون مسؤولين عن الخدمة التي أوكلَها إلينا. لقد أعطى العليُّ نسل إبراهيم وإسحق ويعقوب لموسى كخرافٍ له. كان عليه واجب الحفاظ عليها، حتى لو قال الله نفسه عكس ذلك. لذلك وضع نفسه أمام الربِّ ولم يسمح بهلاكِ قطيعه (خروج32: 1-6).

اقرأ الآيات التالية لترى أنَّ موسى قام بأكثر من مجرَّد طلب بسيط إلى الله- فقد قدَّم دفاعًا رائعًا لصالح بني إسرائيل. لا يكفي أن نقول لا، بل يجب أن نتحدَّث عمَّا هو مسجَّل في الكلمة، كما فعلَ يسوعُ أثناء التَّجربة في البريَّة (متى4: 1-10). من المُستحيل ألَّا يتحقَّق ما كُتب، حتى لو بدا شيئًا غبيًا أو غير ضروري، لأنَّ الكتاب المقدَّس لا يُمكن أن يفشلَ.

أربعون يومًا كانت كافية لبني إسرائيل لتكون لهم أفكار خبيثة ويسقطوا في الخطيئة. لا يهمَّ ما هو الاختبار الذي تواجهه، لا تدع الأفكار الشِّريرة أو الرَّغبات القذرة تسيطر على قلبك. من المُثير للاهتمام أن نلاحظ حتى هارون، رئيس الكهنة، سمحَ لنفسِه أن تتحكَّم فيه طلبات النَّاس وصنع العجل الذَّهبي. كانت تلك حفلة قذرة من جميع النَّواحي. حتى أنَّ العجل هو الذي أخرجهم من مِصر (خروج 32، 1 - 6).

الربُّ يعلم كلَّ ما يجري مع جميع النَّاس. حتى قبل ظهور الفكر، أو النُّطق بكلمة أو ممارسة فعل ما، فهو يعرف كلَّ شيء بالفعل (مز 139، 1 - 16). من يظنُّ أنَّه يتصرَّف في الخفاء عن الله لا يعرف أنَّه أحمقٌ، لأنَّ كلَّ شيء عارٍ ومرئيٍّ قدَّامه (عبرانيين 4.13). لا شيء أكثر إرضاءً له من أن نكون أمناءً معه (مز 18، 25).

قال العليُّ لموسى أن ينزل ليرى ما فعله شعبه. في تلك الأوقات، مثل اليوم، وقع الأشخاص الذين نظروا إلى التَّجربة في الخطيئة. يجب أن نتذكَّر أنَّنا نتعامل مع بشر، جسدهم الطبيعي ضعيف، ويحتاجون إلى السَّهر والصَّلاة حتى لا يقعوا في التَّجربة (مل38:14). من غير اللَّائق العيش مع الذي يستخدمه الشَّيطان، لكن هذا هو نوعٌ الأشخاص الذين حولنا.

كلُّ من يسمح لنفسِه أن ينخدع بالتَّجربة والخطيئة، يضلُّ عن الطريق الذي عيَّنه الله له، وبالتالي بالإضافة إلى فقدانه للحضور الإلهي، فإنَّه لا يقوِّم حياته مرة أخرى أبدًا. لدينا خدمة المُصالحة حتى لا نتخلَّى عن الذي يسقط أو ندينه أبدًا (كورنثوس الثانية18:5)، لأنَّنا إذا فعلنا ذلك، فسوف نرميه في مملكة الظلام. نحن الوحيدون القادرون على أداء صلاة الإيمان التي تشفي وتغفر وتحرِّر أيضًا.

في تلك الأيَّام، كان من المُمكن قتل الجماعة بأكملِها، لأنَّ الربَّ في غيرة غضبه، كادَ يبيد الجميع. شفاعة موسى حلَّت المشكلة. هل ستكون مثل موسى؟ قال يسوع أنَّه سيُغفر لنا إذا غفرنا للآخرين.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز