رسالة اليوم

25/12/2021 - اختبر عمَلك الخاصّ

-

-

وَلكِنْ لِيَمْتَحِنْ كُلُّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ لَهُ الْفَخْرُ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ فَقَطْ، لاَ مِنْ جِهَةِ غَيْرِهِ. (غلاطية4:6)

هناك نوعٌ من العملِ لا يُمكن لغيرِك القيام به- العملُ الذي قدَّمه الله- والذي يجب إكماله بتفانٍ وبكلِّ قلبك وروحِك. بما أنَّ الربَّ يمنحك مهمَّة، فإنَّه يمنحك القدرة على تحقيقِها بطريقة مثاليَّة. فلا توجد فرضيَّة صغيرة أنَّه ربَّما أمرك بشيءٍ خارج نطاق قدرتك. علاوةً على ذلك، فإنَّ الرُّوح القدس يساعد كلَّ من يقدِّم نفسه لعمل مشيئة الربّ.

عندما تُنجِز عملك بالكامل، لا تكن سعيدًا على الفور، بل اختبر عملك الخاصّ. اطلب من الله التَّوجيه للتّحقق ممَّا إذا كنتَ قد نفَّذت ما تمَّ تكليفك به فعلاً. إذا شعرتَ أنَّ هناك شيئًا ما يجب القيام به، صلِّ طالبًا المساعدة، من أجل فهم ما يتعيَّن عليك القيام به أيضاً. وسوف يُظهرُ الربُّ لك النَّواقص وسيساعدك على تصحيحِها إذا كانت اقتضت الحاجة.

الأمر متروكٌ لك لفحص نفسك لترى ما إذا كنتَ قد فعلتَ ما ينبغي فعلهُ حقًا، لأنَّ دعوة الله شخصيَّة. عندما تتلقَّى أمرًا، لا يوجد أحدٌ أكثر قدرة على الوفاء به، باستثناء أنت، الذي تمَّ منحك الفضيلة للقيام بذلك. لذلك ضع كلَّ إيمانك في إنجاز عمل الربِّ، حتى لا تجد نفسك في عوزٍ. احرص على أن تفعل كما أوحي لك. كما حدثَ مع موسى عندما بنى المسكن في الصَّحراء (خروج25: 2- 35. 21).

لا تخفْ من المَجد في حدِّ ذاته، فهذا ما يقوله الكتاب المقدَّس. لا تطلب من الربِّ أن ينقل إلى شخص آخر ما يجب عليكَ تحقيقه. كلُّ ما يأمرك به هو جزء من محبَّته لك. بالاق، على سبيل المثال، لم يشعر بالقدرة على فرض الشُّروط، فقال للنبيَّة دبُّورا أنَّه لن يذهب إلَّا إذا ذهبتْ معه (قضاة4: 8-9). وبسبب هذا خسِر مجد تدمير سيسرا. لكنّ ياعيل تمتَّعت بهذا الامتياز (آية ٢١).

لا ينبغي لأيِّ مسيحيٍّ أن يتباهى بشخصٍ آخر اعتاد أن يفعل شيئًا من أجل العليِّ، معتبراً أنَّه أكثر روحانية أو أكثر قدرة. الآن، يجب أن تفرح بنفسك وحدك، معطياً الربَّ المجدَ الذي يستحقَّه لاستخدامِكَ. يجب على كلِّ واحد أن يفعل ما أُمِر به، وبالتّالي، يمكنه أن يفرح بنفسه وبالربِّ. على الرُّغم من ذلك، فإنَّ كلَّ من لا يتمِّم عمل الآب سيجد عوزًا وسيتعيَّن عليه تسوية الحِساب معه.

عندما تفتخر، افعل ذلك بالله العليِّ، فيما قد حدَّده أو أعلنه. الحقيقة هي أنَّ جرعة من التَّواضع لن تؤدي إلى أيِّ شرٍّ، لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ (فيليبي13:2). صدِّق أنَّك لا يمكن أن تفشل، لأنَّه عندما اختارك، عرفَ الله من أنتَ وما هي الإعاقات التي لديك. بهذه الطريقة، وبمساعدته يُمكنك أن تُنجز أوامره، لأنَّه هو الذي يقوِّيك للقيام بذلك.

كلُّ ما يُعطينا الآبُ السَّماوي أن نفعله هو لأنَّه يحبُّنا، فلو لم يفعل ذلك، لن يكون لنا أجرٌ. لذلك كُنْ حازماً وإيجابياً، مهما كان العمل الذي يجب عليك القيام به لملكوتِ الله، مؤمنًا أنَّ الله قد سبقك لتحقيق ذلك. عليك فقط أن تقول آمين وتبدأ مسيرتك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز