رسالة اليوم

09/11/2016 - إفعل مَا يَتَوجَّب عَليكَ فِعلهُ

-

-

لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَ نَفْسِهِ (غلاطية 6: 5)

كَان قَرارُ الرَّبِ أنّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَ نَفْسِهِ. إذاً، فَمنَ الضَّروري أن نُعلّمَ شَعبَ الرَّبِ أن يَعيشوا بالإيمانِ لأنّ البَارَّ بَالإيمانِ يَحْيَا، ومَنْ لا يَتعلَّم ذَلك لنْ يَنجحَ (حبقوق 2: 4؛ رومية 1: 17؛ غلاطية 3: 11). إنّ الرَّبَ لمْ يُلغِ قَاَنونَ الشَّفاعةِ، أو الصَّلاةِ بَعْضنا لأَجْلِ بَعْض، فَهي حَقيقةٌ (يعقوب 5: 16) ولكِنْ، عِندما يَفعلُ كُلُّ وَاحِدٍ فينا واجِبَهُ، سَنُحقَّق الأفضَل.

أمَّا في المَجَال الرُّوحي، فَلا يُمكنُ أن يَنُوبَ شَخصٌ عَنْ آخر في قُبول المَسِيح كمُخَلِّص أو للحصُولِ عَلى مُعجزاتهِ. ولِكي نَنتصَرَ رُوحِياً، يَكفي أن نَتْبَعّ الرَّبَ ونَعْملَ بِمَا تُعلمُنا إِيَّاهُ الكَلمةَ، هَكذا نَكون قد فَعلنَا كُلّ مَا يَتوجِّبُ عَلينا فِعلهُ.

يُعَلِمُنا الرَّبُ هُنا أن نَحمِلَ حِمْلَ أنَفُسِنا، فَهَو خَلقنَا بِهَذهِ القُدرةِ. لَكِن كَيفَ يَتمُّ ذَلكَ؟ يُمكِنُنا فِعْلُ هَذا بَالإيمانِ الَّذي حَصَلنَا عَليهِ عِندمَا أطَعنَا كَلمةَ الرَّبِ، وَهِي لا تَتغيّرُ أبَداً (رومية 10: 17).

أفضل شَيءٍ يُمكِنُنا تَعَلُّمِهُ هو أن نَعيشَ بَالإيمانِ، فَهي الطَريقةُ الوَحِيدة للتَغَلُّبِ عَلى الحَواجِز التَي يَضعَهَا الشِّرِير في طَريقِنَا بغيةّ إعاقتنا. فَلو تَعَلّمنا أن نَفعلَ المَطلُوبَ مِنّا في كُلِّ مَرةٍ، سَنَجِدُ الرَّبَ يَفعلُ الجُزءَ المَسْؤول عَنْهُ. ويُمكننَا أن نَثقَ أنّ كُلَّ مَن يَحصل على مَنصبهِ في المَسيحِ يَكونُ مُنتصراً عَلى الدَوَام (رومية 8: 37).

لكِن، حَتى لو كَانَ الشَّخصُ مُتديّناً جِداً، ولمْ يَتعلّم عَملَ مَا يَجبُ عَليهِ فِعلَهُ، فَلنْ يَسمحَ للرَّبِ بِالعملِ في حَياتهِ. فَطاعةُ الرَّبُ هي سِرُّ النَّجاحِ.

والآن رُبمَا يَخطرُ في بَالِكَ أن تَسألَ: هَل قَانونُ الشَّفاعةِ يَعمَلُ أم لا. نَعم إنّه يَعملُ ولكِن بِحدودٍ. فعلى سَبيلِ المِثال: عِندمَا كُنّا أطفالاً، كَان هُناكَ مَن يَرعَانَا، ولكِن، عِندمَا كَبُرنَا، بَدأنَا نَفعلُ كُلَّ الأشَياء بِمُفردنَا. فَقانونُ الشَّفاعةِ لا يَلْغي المسْؤوليةَ الشَّخصية. لأنّ كَلمةَ الرَّبِ تَقول إن الَّذي لا يَعملُ بِيَديهِ لا يَأكُل (مزمور 128: 2). بَالنّهاية كُلُّ مَن تَعلّمَ القِيامَ بِواجبِهِ يَفعَلَهُ بِطريقةٍ أفضلَ مِن أي شَخَصٍ آخَر يُحَاولُ مُساعدَتهُ. فَالشّفاعةَ تُساعِدُ الشَّخصَ أن يَنهضَ ويَبحثَ عَنْ الحقّ والْخَلاَص الَّذي بِيَسُوع، ولكِن قبُولَهِ للمَسيحِ عَملٌ شَخصي للغَايةِ ولا يُمكنُ لأحدٍ أن يَتدخّلَ فيهِ، أو يأخُذَ القَرار نِيابةً عَنهُ.

وتَعملُ الشَفاعةُ أيضاً فَي شِفاءَ المَرضَى، وفي بَركاتٍ كثيرةٍ أُخرى، ولكِن مِن الوَاجبِ أن يُؤمِنَ الشَّخصُ بِنفسهِ لِينالَ كُلَّ هَذا، نَحنُ هُنا نَقومُ بِتنفيذِ مَا أعطَاهُ اللهُ لنا كَمُهمّةٍ، هَكذا كَما نَفّذَ يَسوعَ خدمتهُ بِالكَامِل. لِذلكَ، نَحنُ لَدِيَنا كَلمةُ الرَّبِ، التي تُرشدُنا لنَعملَ مَا في قُدْرتنَا بِحَسَبِ مَشيئةِ الرَّبِ، ولو عَمِلنَا هَذا، سَوفَ نَنَالُ البَركةَ.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز