رسالة اليوم

23/12/2021 - فرِّح قلبَ الربِّ

-

-

يَا ابْنِي، إِنْ كَانَ قَلْبُكَ حَكِيمًا يَفْرَحُ قَلْبِي أَنَا أَيْضًا، (أمثال15:23)

هناك فرقٌ بين البشرِ. على الرُّغم من أنَّ جميعهم قد انحدروا من آدم وحوَّاء، إلَّا أنَّ الذين تحوَّلوا وثابروا في تعليم المَسيح هم أبناء الله. الباقون هم خليقة الله. يحبُّ الآبُ المُخلّصين، لأنَّهم ينتبهون لوصاياه ويسعون لتحقيقها. لهذا يُمكنهم الاستماع إلى صوتِ العليِّ الذي تنقله الكلمة.

ولكن هناك أولاد لا يهتمُّون بطلب الحكمة والعيش بحسبِها. فبعضُهم، لم يتعلَّم الطريقة الصَّحيحة، لذلك لا يَسعون إلى معرفة إرادة العليِّ، وبالتَّالي لا ينالون الحِكمة. يشعرُ الآباء الدِّنيويون بالحزن عندما يتصرَّف أبناؤهم بحماقةٍ، ويزداد حزنُ الربِّ أكثر أيضاً. لقد أعطانا روحه القدُّوس حتى نرى كيف يرى ونتَّخذ قراراتٍ ذكيَّة تجلبُ لنا الكثير من السُّرور.

النَّاسُ الذين يتعلَّمون طريق العليِّ ويسيرون فيه لا يَسمحون للعدوِّ أن يخدع أنفسَهم، وبالتَّالي يزدهرون ويعيشون منتصرين دائماً. لا يوجد سببٌ ليعيش المسيحيُّ في الخطيئة، وبالتَّالي يتدنَّس ويذهب إلى العَذاب الأبدي. بما أنَّ الكثيرين لا يفكِّرون في هذه الحقيقة، فإنَّهم يقعون في الخطيئة في أوَّل تجربة لهم. أولئك الذين لا يحترمون الحدودَ التي وضعَها الله هم غير مؤهلين لِما يخطِّط للقيام به خلال حياتهم.

عندما يعلنُ الله أنَّه وضعَ ضعفَنا على يسوع، فإنَّه يُظهر رغبته في أن يعيشَ أولاده بحالةٍ جيِّدة. وبالتالي، لا يجب أن نعاني من مشاكل صحيَّة ولا نسمح لها فينا. أولئك الذين يثقون في الكلمة حقاً يجب أن يؤمنوا بأنَّ كلَّ ما يعلنه هو الحق. لا تدع أيَّ شرٍّ يستقرُّ في جسدِك.
مادام قد أخذَ ضعفَنا، فلماذا نعاني منه؟

يؤمنُ الحكماءُ بالإعلان الذي أدلى به الربُّ من خلال بولس، عندما قال إنَّه حسبَ غنى مجدِه، في المسيح يسوع، سيُعطي الله لنا جميع احتياجاتِنا (فيليبي19:4). الآن، معرفة هذه الآية وعدم اليقين بها هو نفس عدم الإيمان بالربِّ. لا تقبل أن يضطهِد نفسك العدوُّ بالبؤس أو بأيِّ شرٍّ آخر، فإنَّ الله القدير يمدُّك بكلِّ احتياجاتك.

أولئك الحكماء يفرِّحون قلب الربِّ، ويعيشون في صحَّة وفي شركة معه. بالنِّسبة لهم، فإنَّ الصُّعوبات لا تُخجلهم أو تحزنهم، لأنَّهم يعتبرونها فرصًا لممارسة حقِّهم في ابن الله. أيَّاً كان ما يؤلمك، فاذهب إلى الله في الصَّلاة وارفضه. وفي نفس الوقت طالب بخروج الشَّر.

يفرح قلبُ الآبُ بكلِّ من يتجاسر على الإيمان بكلمتهِ. هذا يعني أنَّهم لن يتلقُّوا إجابات سلبيَّة من الله في اللَّحظة التي يدافعون فيها عمَّا يخصّهم في المسيح. أعظم مشكلة يمكن أن تواجه شعبَ الله هي عدم التَّمسُّك بالكلمة وبما يخصُّهم في يسوع.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز