رسالة اليوم

21/12/2021 - هل أنت أحمق؟

-

-

الْحِكْمَةُ عِنْدَ الْفَهِيمِ، وَعَيْنَا الْجَاهِلِ فِي أَقْصَى الأَرْضِ. (أمثال24:17)

عندما تنظرُ إلى شخصٍ يسير مع الله، تلاحظ قداسته بسرعةٍ. ويمكننا الوثوق به كما قال الربُّ- فهو لا يفعل لنا أيَّ شرٍّ ولديه ما يعطينا إيَّاه أيضًا. ولكن عندما نرى مسيحيًا غير منسجم مع الآب السَّماوي، أسيرًا لنوع من الخطايا، حتى لو حاول إخفاء خطيَّته، يُمكننا أن نلاحظ أنَّ هناك خللٌ ما. الشَّهادة التي يقدِّمها الربُّ لنا عن هذا الشَّخص جديرة بالثقة دائماً.

لا يُمكنُ لشخصٍ لديه بذرة الخطأ أن يختبئ من الذي له شركة مع روح الله، لأنَّه لا يَخدَع ولا ينخدِع (دانيال22:2). لذلك، نشعر أنَّ هناك شيئًا خاطئًا. يلاحظ المخلَّصون عندما يكون شخصٌ ما تحت تأثير العدوِّ، فمثلما تجعلنا القداسة نظهر رائحة المسيح (كورنثوس الثانية15:2)، كذلك الخطيئة تزفرُ رائحة كريهة أيضاً.

هذه الآية تتحدَّث عن عيني الجاهلِ، الذي لا يهتم بملاحظة الشَّر، واتباع التَّجارب، وفقدان خلاصه. من يجرفه الجنون يهتمّ بأمورٍ متطرِّفة على الأرض. بالنِّسبة له، لا حرج في رؤية ودراسة وإثبات ما يفعله الأشخاص الذين خسِروا أنفسَهم. ولكن من الأفضل مراعاة ما يقوله الربُّ وعدم الخضوع لِما يَجلب الخسارة.

الأحمقُ هو شخصٌ تمَّت استنارته بالفعل، ولكن عندما يرى أخبارًا عن شخصٍ عارٍ أو تمَّ تصويره بملابس قصيرة في موقع ويب، يحدِّق به على الفور. إذا عرفَ عن فتاتين أو رجلين يقبِّلان بعضهما البعض، فسرعان ما يفتح الصَّفحة لرؤيتها. فهو لا يلاحظ أنَّ روحَ الجنون يحيط به، وفي وقتٍ قصيرٍ، لا يُمانع أن يتصرَّف بهذه الطريقة لاحقاً.

يحدثُ بطريقة مماثلة مع المخدَّرات أو الدَّعارة أو خيانة الأمانة. ولكن لماذا يسمح شخصٌ ما لنفسِه بالعيش مع مثل هذه الممارسة بما أنَّه لا يوجد إدانة أو اضطهاد من قبل الشِّرير للذي يعيش في قداسةٍ مع يسوع (رومية1:8)؟ سأل الربُّ عمَّا إذا كان سيجدُ إيمانًا على الأرض عندما يعود (لوقا8:18). يجب أن يكون هذا بمثابة تنبيه حتى لا تسيطر عليك مثل هذا الحماقة أو تؤثر عليك، لأنك ستُدان إذا حدث ذلك لك.

يسمح الربُّ لهذه الحماقة أن تستحوذ على حياة إنسانٍ مخلّص، لأنَّ هذا الشَّخص يحتقر كلمته. اقرأ تثنية15:28 وسوف تتحقَّق من هذا. في الآية 28 من نفس الإصحاح، يقول العليُّ، يَضْرِبُكَ الرَّبُّ بِجُنُونٍ وَعَمًى وَحَيْرَةِ قَلْبٍ. في الواقع، إذا احتقر شخصٌ ما صوتَ القس، فيكون هذا الشَّخص ملوَّثاً بالحماقة فعلاً.

إذا كنت تسعى إلى العيش بشكلٍ حسَن، محميًّا من الربِّ ولا تقودك أكاذيب العدوِّ، فاهرب من أقاصي الأرض. لن تُعتبر بريئًا إذا لم تسهر وتصلِّي لئلَّا تقع في التَّجربة. لا يُمكن لأحدٍ أن يُعفى من مسؤولية أفعاله، لأنَّ كلَّ واحد يختار أن ينظر أو لا ينظر إلى الأشياء المتطرِّفة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز