رسالة اليوم

20/12/2021 - ما لا يَستطيع الله تحمُّله

-

-

لاَ تَعُودُوا تَأْتُونَ بِتَقْدِمَةٍ بَاطِلَةٍ. الْبَخُورُ هُوَ مَكْرَهَةٌ لِي. رَأْسُ الشَّهْرِ وَالسَّبْتُ وَنِدَاءُ الْمَحْفَلِ. لَسْتُ أُطِيقُ الإِثْمَ وَالاعْتِكَافَ. (اشعياء13:1)

بدأ النَّاسُ في تغيير الغَرَض من الذَّبائح، التي كان من المُفترض أن يتمَّ تقديمها بتوجيهٍ من الربِّ وبقصدِ إرضائه. لكن بما أنَّهم أجروا ذلك وقلوبهم مملوءة بالخطيئة خادعين الربّ، فقد حرَّم الربُّ هذه الممارسة. لهذا السَّبب، قال الله أنَّه لم يَعد يحتمل إثمهم واجتماعهم المقدَّس. ألَّا نفعل ذات الشَّيء اليوم؟ ماذا سيقول العليُّ عن "تقدماتك"؟

لا يسمح الله بتقديم شيءٍ عديم الفائدة له، حسبَ العادات الدِّينية أو قلب مقدِّم الذَّبيحة. يُعلن الآبُ السَّماوي في الكتاب المقدَّس أنَّ قلبَ الإنسان فاسدٌ، وبالتَّالي لا يفرح به. ينتظر الربُّ أن نعترف له، ونمزِّق "ثيابنا"- داخلنا- سيقبلنا فقط عندما نكون صادقين أمامَ المذبح.

استُخدم البَخور أثناء العبادة قديماً، لعلَّ الله يَرضى برائحتهِ عندما يحرقه النَّاس. لكن ما احترقَ في قلوبهم كان مكروهاً أمام الله. في الوقت الحاضر، يتعلَّم الكثيرون كيفيَّة التَّسبيح بالكلمات الجميلة، لكنَّهم يخفون كل أنواع الأخطاء في نفوسهم. يرفض الربُّ "تسبيح" من يخفي خطيئته، وهذا أمرٌ بغيض في عيني الآب.

كما أنَّ الأعياد الدِّينية لا تُرضي الله. ما الفائدة من صُنع سلسلةٍ للتخلِّص من المعاناة، إذا لم يتمَّ الاعتراف بالخطيئة؟ وهناك من يفعل الجنون في إخبار من خدعَه أن يصلِّي معه، حتى يظلَّ في المعصية، ويُخفي عنه الضَّرر الفيزيائي أو المادي أو المعنوي الذي سبَّبه. الآن، يشعر الإله القدُّوس بالاشمئزاز من مثل هذه المواقف، وبينما يتدفَّق عدم رضاه، يُمكن تنفيذ دينونته.

وبنفس الطريقة، فإنَّ العليَّ لا يَعتبر أنَّ الكثيرين يحفظون يوم السَّبت، على الرُّغم من أنَّهم قد يفعلون ذلك "بحُسن النيَّة". ولكنَّ الإنسان لم يخلُق ليوم السَّبت، بل السَّبت لأجل الإنسان (مر 2: 27). حجابُ الإثم في قلوب الكثيرين، بالإضافة إلى عدم السَّماح للنَّاس بتلقي الفهم حول الموضوع، ممَّا يجعل الاجتماع المقدَّس بلا قيمةٍ.

كلُّ مبلغٍ يتمُّ الحصول عليه بطريقةٍ غير شريفة، والخِداع الذي لا يعترف به، والرَّغبات القذرة في القلب تثير الغضب الإلهي. لهذا السَّبب، فإنَّ الشَّخص المُخطئ مُلزَم بإزالة "السُّم" الذي جلبه له مثل هذا الفعل من خلال اعتراف حقيقيٍّ وصادق وكاملٍ. إذا أخفى الإنسان تفصيلاً واحداً فقط، فقد يبقى الشَّرُ فيهِ.

كم عددُ الصَّلوات التي أديتَها ولم تلقى استجابة؟ ألم يَحِن الوقتُ للتَّوقف عن خداع نفسِك؟ فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز