رسالة اليوم

17/12/2021 - درسٌ من أهلِ بِيرِيَّةَ الشُّرفاء

-

-

وَكَانَ هؤُلاَءِ أَشْرَفَ مِنَ الَّذِينَ فِي تَسَالُونِيكِي، فَقَبِلُوا الْكَلِمَةَ بِكُلِّ نَشَاطٍ فَاحِصِينَ الْكُتُبَ كُلَّ يَوْمٍ: هَلْ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا؟ (أعمال الرُّسل11:17)

عاشَ الرَّسولُ بولس تجربة مروِّعة في تسالونيكي. وفي جميع الأماكن التي أرسله الله إليها، عارضه اليهود والمعلِّمين الكذبة، والمُرتزقة دائماً، الذين شعروا بالاستياء بسبب نشر الحقِّ (2 تيموثاوس 3: 10، 11). الإنسانُ شرِّيرٌ. رغم علمِه أنَّ عقيدته مظلمة، ويُمكن أن يقتل الذين يحملون رسالة الله من أجل مكاسب ماليَّة أو سياسيَّة فقط. لكنَّ الله يهتم بالأمناء له (مز 31، 23).

أرسلَ الإخوةُ في تسالونيكي بولس وسيلا إلى بيريَّة، وبمجرَّد وصولهم لم يتأثروا بالاضطهاد الحاصِل، بل ذهبوا على الفور لتعليم الكلمة في المَجمع. هذا هو أهمّ عملٍ لخدَّام الله: نقل الأخبار السَّارة عمَّا فعله يسوع على صليب الجلجثة من أجل البشريَّة. لذلك لا تنزعج إذا لاقيتَ معاملة حسنة أو لا.

كان يهود بيريَّة أرقى من يهود تسالونيكي، لأنَّهم قبلوا الكلمة باهتمام واستعدادٍ. يوضِّح لنا هذا أنَّه لا يهمّ إذا قامت جماعة دينيَّة معيَّنة ضدَّ خدمتنا؛ سيكون هناك آخرون سعداء بمعرفة الحقّ. يجب ألَّا نعطي انتباها للَّحم والدَّم، لأنَّ معركتنا روحيَّة (أفسس12:6). باتِّباع توجيهات الربِّ، سنكون ناجحين أينما يُرسلنا دائماً.

أمرٌ هامٌّ أن يَفحص الجميعُ ما هو مكتوبٌ في الكتاب المقدَّس ويرفضوا أيَّ تعليمٍ لا يستند إليه. كلُّ ما يُقال يجب رفضه إذا تعارضَ مع الكتاب المقدَّس بغضِّ النَّظر عن القائل كائناً من كان. نحن مُلتزمون بالحقّ، وبالتَّالي يجب ألَّا نلزم أنفسنا بالشَّر، حتى لو كان الشَّخص الذي يجلب لنا المعلومات هو شخصٌ معروف بفعل الخير (غلاطية8:1). حافظ على ما يقوله الكتاب المقدَّس ولن تقع في الخطأ أبدًا.

فحصَ أهلُ بيريَّة كلَّ ما قاله الرُّسل إن كان بحسبِ كلمة الله. لو فعل الجميعُ الشَّيء ذاته، فلن يُخدع أحدٌ أبداً، ومن ناحيةٍ أخرى، سينكشف الذين بشَّروا بعقائد باطلة. لا يوجد شرٌّ أعظم من تعليم ما لا يأتي من الكتاب المقدَّس، لأنَّه يأتي بالشَّياطين كي تعمل في حياة النَّاس.

نتعلَّم من الدُّروس التي تركَها لنا الرُّسل ألَّا نحزن بسبب الاضطهادات. بالنَّتيجة، جميع الذين يعيشون بالتَّقوى في المسيح يسوع يُضطهَدون (متى22:10). ولكن يجب أن نفرح لأنَّ الخالق يستخدمنا لتحقيق مقاصِده. لذلك لا يهمّ تصفيق النَّاس لك أو ذمِّك؛ كُنْ دائمًا مُخلِصًا لأمر يسوع بالنِّهاية.

سنستمِع إلى الربِّ ذات يوم، في السَّماء، وهو سيُخبرنا بالتَّفسير الذي جعلنا نمرُّ بالكثير من المُعاناة على الرّغم من أنَّنا نفعل ما هو صالح. وبما أنَّ الأمر كذلك، لا ترفع يدك عن المِحراث (لو62:9). يعلم الله كلُّ شيءٍ عنَّا، وما كنَّا عليه في السَّابق- ويعلم عدم صلاحِنا- ولماذا وَثِقَ بنا. فلا تخيِّب ظنَّه أبداً!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز