رسالة اليوم

08/11/2016 - يَسُوعُ هو الشّفيع الوحيد

-

-

إِذاً نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَداً حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لَكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ. (2 كورنثوس 5: 16).

تَجَسَّد المَسِيح وترَك مَجْدَهُ مِن أجلِ مُهِمّتهِ السَّامية، ولكِنهُ عِندمَا عَاد إلى السَّماءَ، عَاد إلى مَنْصبِهِ كرَّبّ مِثل الآب، لِذلك، كَان يَجبُ عَليهِ قَطع الرُوابط البَشَريّة معَ أقَارِبهِ كَخَالاتِهِ وأبْناءِ خَالاتِهِ وحَتى أمِّهِ، لا يُمكن أن نَعتبرهُم مُميّزينَ عِند الرَّب أو نَعتبر أُمَّ يَسُوع شَفيعةً لنَّا. لأنّها كَانت تُصلّي مِثل أي شخصٍ فِينا يُؤمنُ بالرَّبِ يَسُوع.

إنّ الرَابطَ أو الوَسِيط الوَحِيد بَيننا وبَين الله الآب هَو الرَّب يَسُوع، وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ (أعمال الرسل 4: 12). الله الابن كَان عَليهِ أن يَتركَ مَجدهُ الإلهي ويُولَد مِثلنَا مِنْ أُمّ، ويَأتي إلى عَالمِنا بِطريقةٍ طبيعيةٍ وقانونيةٍ. وعِندمَا أكمَل مُهِمَّتهِ السَّامية لإنقاذ البَشرية، عَاد إلى مَكانهِ في السَّماء. وفي رِسَالة كورنثوس الثانية، يُعلن لنا الرَّسُول بُولس أن يَسُوعَ الآن بالنسبةِ لنَا لا يُعرَفُ بالجَسدِ ولكنْ نَعْرفهُ بِهيئتهِ الإلهية.

أقَانِيم الله الثَّلاثة مُتميزةٌ في العَملِ، لكِنهَا واحدةٌ في الجوهرِ. إن يَسوعَ الانسان هو الرَّب، لكِنَ الله الآب أعظم مِنَ الكُلّ، كمَا قال الرَّب يَسوع (يوحنا 14: 28). وبمَعنى آخر، إنّ فِكرةَ الشَّخص الواحد الذي يَعملُ أحياناً كالآب، وأحياناً كالابْن وأحياناً كالرُّوح القُدس، مَرفوضةٌ تماماً وليَس لهَا أسَاسٌ في الكتابِ المُقدس. فَعِندمَا اعْتمدَ الابْنُ يَسوع وصَعَد مِن المَاءِ، كَان صَوتُ الآب مِن السَّماءِ قائلاً أنْتَ ابْنِي الْحَبِيب، وكان وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ (مرقس 1: 9- 11).فإن كَانَ الأقنوم نَفْسَهُ، فَهذا يُعتَبرُ تمثيليةً؟ وحَاشَا لله أن يَفعلَ ذَلك ! كَيفَ يَكون في المَاء، ويتكلّم مِن السَّماء ويَنزل عَليهِ ؟ إنّه الإله المُثلّث الأقانيم.

أمَا مَفهوم أن أُمَّ يسُوعَ وأقاربهُ لهُم كَرامةً مِثلهُ، يُعتبرُ مَفهومٌ غَيرُ صَحيحٍ ولا يُمكنُ اعْتبارهُم شُفعَاء لنَّا، وهَذا ليَس مِن تَعاليم الإنجيل، لِذلِكَ يَجبُ رفضهُ. والإنجيل يُعلّمنا أن الأمْوات لاَ يَسْتطيعوا الاِتصال بِنَا في هذا العَالم ولا يَسْمَعون طِلباتَنا.

(التَّثْنِيَةِ 18؛ لوقا 16).

إنّ العَملَ الإلهي يتمُّ مِن خِلال الله. ولكِنَّ الإنسَان يُمكن أن يُشَارك فِيهِ عِندما يُصلّي، كالأَحْياء الَّذينَ يُؤمنونَ بالرَّب مِن أجلِ الأَحْيَاء البَعيدينَ أو المُعَذّبين. وكُلّ عَمل بَعيد عَنْ تَوجِيَهات الرَّب الإله هو بَاب للشَّيْطَان ليَسْلِبَ مِنا البَركة ويَمنَع خُضُوعَنا لِمَشيئةِ الآب.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز