رسالة اليوم

13/12/2021 - حَياةٌ مفقودة

-

-

كَانَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَمَانِيَ سِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ، وَذَهَبَ غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِ، وَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَلكِنْ لَيْسَ فِي قُبُورِ الْمُلُوكِ. (أخبار الأيام الثاني20:21)

يهورام- الشَّخص الذي تشير إليه الآية- كان ابنُ رجلٍ عرفَ كيفَ يخدم الربَّ. ولكنَّه عندما أصبح ملكًا، لم يتعلَّم نفس فضيلة والده. يحدثُ الشَّيء نفسه لكثيرٍ من النَّاس غير القادرين على السَّير في طريق السَّعادة وفقًا للمثال الجيِّد لأبيهم الطَّبيعي أو الرُّوحي، الذين هم رجالُ الله الحقيقيين، ويعطون أنفسَهم للخطيَّة. أولئك الذين يفضِّلون الخطيئة سيكتشفون أنَّ اختيارهم سيقودهم إلى الهلاك الأبدي، وبينما هم لا يزالون هنا، سيكونون بدون الحماية الإلهيَّة.

لا تضيِّع وقت مُلكِك، لأنَّك إذا فعلتَ ذلك، فلن يُثبِتَ الربُّ ملكك، وستواجه كلَّ أنواع المشاكل. أولئك الذين لا يتصرَّفون كأشخاصٍ ذوي سيادةٍ في جميع مجالات الحياة يجب عليهم التَّحقق ممَّا إذا كانوا يُسلِمون أنفسَهم للمَعصية. لا فائدة من الصُّراخ ضدَّ الشَّر، وإعلان خلاصِك والعيش مسبِّحاً لله، أو حتى مبشِّراً بالإنجيل، إذا تركتَ الشَّيطان يعشِّش في أيِّ جزءٍ من حياتك.

بغضِّ النَّظر عن المهمَّة المُعطاة لك في العمل الإلهيّ، فقد أصبحتَ ملِكًا في كلِّ نواحي حياتك (أمثال10:5). جعلك الله صاحب السِّيادة حتى تتمِّم وصاياه بكرامة. الأمرُ متروك لك لإعداد نفسك لإنجاز كلِّ ما هو مُعَدٌّ لك ببراعةٍ. ليس من الجيِّد أن تدفن موهبتك، أو أن تكون مهملاً، ممَّا يجعل العمل بلا مبالاة، لأنَّك إذا وُجِدتَ راغبًا، فإنَّ الثَّمن الذي ستدفعه سيكون باهظًا جدًا.

بالإضافة إلى كونه مَلِكًا سيِّئًا، قتل يهورام جميع إخوته أيضاً. في هذه الحالة، ربما يكون الخطأ قد بدأ في يهوشافاط، الذي شرعَ أو سمَح بزواج ولده البكر من ابنة آخآب وإيزابل، اللذين كانا خادمين للشَّيطان. لذلك، دفع ابنه القاتل وشعب يهوذا ثمنًا باهظًا لقيادة مثل هذا الشَّخص للأمة. الخيارات السَّيئة تمنح الشِّرير مساحة كبيرة للعملِ.

من الضَّروري دائمًا طلب الإرشاد السَّماوي. كما رأينا فيما يتعلَّق بزواج يهورام وابنة ملوك إسرائيل، فإنَّ القرار السَّيئ يمكن أن يجلب معاناة كبيرة ودائمة لكثيرٍ من النَّاس. ولكنَّ الذين لديهم توجُّه وإرشاد الرُّوح القدس لا يمنحون العدوَّ أيَّ فرصة لاستخدامهم. بالتَّأكيد، كان يهوشافاط سيعارض اتحاد عائلته مع ملك إسرائيل لو علِم أنَّ ذلك سينتهي بشكلٍ سيّء.

كان يهوشافاط أبًا يهتمّ بأولاده على ما يبدو، لأنَّه أعطاهم الذَّهب والفضَّة وأشياء أخرى ثمينة جدًا قبل وفاته. هذا ما يفعله الآباء غير المؤمنين عادة. ولكنَّ أعظم ميراث يُمكننا تركه لأبنائنا هو مخافة الربِّ، لكنَّه لم يكُن حريصًا على نقل هذا إليهم.

سار يهورام في الطرق الشِّريرة لملوك مملكة الشَّمال المسمَّاة إسرائيل. شجَّع ممارسة السِّحر في يهوذا، الأمر الذي أثار غضب الله. عندما مات، لم يحزن أحدٌ عليه. سيكون الأمرُ نفسه بالنِّسبة للذين لا يخدمون الربَّ، لأنَّ النَّاس سيشعرون بالارتياح عند رحيلِهم. الآن ما هو الحالُ الذي سيصلُ إليه هذا الشَّخص في الدَّينونة الأبديَّة؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز