رسالة اليوم

06/12/2021 - قصة أيُّوب

-

-

لأَنِّي ارْتِعَابًا ارْتَعَبْتُ فَأَتَانِي، وَالَّذِي فَزِعْتُ مِنْهُ جَاءَ عَلَيَّ. (أيوب25:3)

إنَّ مشاركة الشَّيطان في الاجتماع الذي عقدَه الربُّ مع أبنائه أمرٌ غريبٌ بعضَ الشَّيء ويكاد لا يُصَدَّق. لكنَّ هذا صحيحٌ لأنَّ الكتاب المقدَّس يُخبرنا بذلك (أيوب6:1). يجب أن نكون بمُعزلٍ عن كلِّ شرٍّ وكلّ خطأ. وبذلك نتحرَّر من طلب الشَّيطان إلى الله القدير أن يمسَّنا. يوضِّح لنا هذا الفهم أنَّنا يجب أن نكون طاهرين دائماً.

الله كلِّي العِلم. وهو يعرف سبب وجود الشَّيطان هناك. لا يُمكننا إخفاء أيَّ شيء عن الربِّ إلَّا إذا أردنا أن نعاني. فالشَّيطان يغري إنساناً ما ويجعل ذلك الشَّخص يطيعه، فيظهر أمام الربِّ ويطلب أن يضطهِد ذلك الشَّخص. سيكون أمرٌ جيِّد ألَّا يحدث لك ذلك مطلقًا، ولكن إذا سقطتَ يومًا ما، يجب أن تعترف على الفور بخطئك للربّ وتطلب مساعدته.

لا يجب أن يكون لديك خطيئة خفيَّة لأنَّ الربَّ لا يستطيع أن يبرِّرك إذا حاولت إخفاء أخطائك لأنَّه عادل. يُعلن الكتابُ المقدَّس أنَّنا إذا اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل وسيغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم (يوحنا الأولى9:1). لماذا لا تفعل ذلك الآن؟ إذا كان هناك شيء خاطئ في حياتك، فحاول أن تكون صادقًا مع الله القدير واعترف بأخطائك. ثمَّ صدِّق أنَّه سامحك وأنك تطهَّرت من كلِّ إثمٍ.

بحسب الكتاب المقدَّس، بناء على الإذن الأول، قتل الشَّيطان ثيران وحمير أيوب، وكذلك عبيده الذين كانوا يعتنون بالحيوانات. ثمَّ الخراف والخدَّام الذين يقومون برعايتهم. وبعد ذلك الإبل وخدمِهم (أيوب 1). من المثير أن نلاحظ أنَّ أيوب البارّ لم يُصلِّ لوقفِ ذلك. أخيرًا، يقتلُ الشَّيطان أبناء أيوب وبناته الذين تجمَّعوا في منزل الأخ الأكبر. ومع ذلك لم يُصلِّ من أجل نفسه ولا من أجلِ زوجته.

سمحَ الله للشَّيطان أن يمسَّ أيوب ولا يقتله. وكانت النَّتيجة أنَّه أصيب بجرح من أعلى رأسِه إلى باطن قدميهِ. لم يكن هناك مكان معافى في جسده (أيوب7:2). بقي خارج منزله وجلس على الرَّماد وكشطَ نفسه بقطعة من الفخَّار المكسور. والواضح أنَّ الشَّيطان يمكنه أن يستأذن ليؤذي شخصاً ويقتله في النّهاية. أمَّا بالنِّسبة لأيوب، فلم يحصل على هذا الإذن كاملاً.

أدرك أيوبُ أن سببَ حدوث هذه الأشياء كان أكثر شيء يخافه. يقول الكتاب المقدَّس أنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ (2تيموثاوس 1: 7). أعطانا الربُّ روحه القدُّوس الذي يشفع فينا بأنَّات لا يُنطق بها (رومية26:8). يجعلنا المعزِّي نصرخ إلى الله كأب. هذا هو سبب اهتمامه بنا. لا تفقد هذا الامتياز!

الدَّرس الذي نتعلَّمه هو أنَّه يجب ألَّا تكون لدينا خطايا خفيَّة. إذا كانت لدينا، فإنَّ العدوَّ سيُحاول أن يُلحِق بنا الشَّر. طلب الإذن بغربلة بطرس لكن يسوع صلَّى من أجله (لو 22: 31، 32). لا يزال المخلِّص يتشفَّع من أجلنا عندما يطلب الشَّيطان ذلك. لذلك يجب أن تتمِّم الوصايا وحينئذ يكون الحبٌّ الإلهيُّ معك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز