رسالة اليوم

03/12/2021 - «لاَ أَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ»

-

-

وَأَنَا قُلْتُ فِي طُمَأْنِينَتِي: «لاَ أَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ» (مزمور6:30)

تتفاخرُ روحُ الإنسان ولا تدرك أنَّها ستسقط. ويأتي الانحطاطُ. يعرف الشَّيطان كيف يأخذ النَّاس أينما يشاء. هو مخادعٌ دائماً. إنَّه يبذل قصارى جهده ليأخذ شخصًا بعيدًا عن الربِّ ويُخضِع هذا الشَّخص. إذا كان هناك شخصٌ ما في حضرة الربِّ، فهو يمثّل تهديدًا للعدوِّ. هذا هو السَّبب في أنَّه يضع جيشَه الزائف في العَمل.

يحدثُ الشَّيء نفسه في المجال الصِّحي. يقولُ الكثير من النَّاس إنَّهم لا يمرَضون أبدًا، لكنَّهم لا يتذكَّرون تقديم الشُّكر لله لأجل ذلك. يعتقد البعضُ أنَّ المرض يأتي بسببِ الشَّر. حسنًا، ليس هناك شكٌّ في أنَّ الأشرار يسمِّمون أجسادهم بإرادتهم. لكنَّ هذا لا يحدث لكلِّ شخصٍ يعاني من مشاكل صحيَّة.

انظر حماقة بعض النَّاس: كلُّ شيءٍ يسيرُ على ما يُرام في الأسرة وهناك الرَّخاء والصّحة والسَّلام والوئام. تسعَدُ العائلة معًا للاحتفال بعيد ميلاد شخصٍ ما، على سبيل المثال. لديهم الفرح ويقولون الكلمات الطَّيّبة للمُضيف، قائلين إنَّه يتمتَّع بصحّة جيِّدة. يقبل المديح ويُظهر الامتنان. لكنَّهم ينسونَ الربَّ، الذي أعطاه هذه البركة حقًا. والشَّيطان يمسُّ هذا الانسان بسبب هذا الشَّر.

يجب ألَّا ننسى من يمنحنا صحَّة جيِّدة وثروة ويبعدنا عن الإغراءات حقّاً. أقلُّ ما يُمكننا فعله هو تسبيح الربِّ على ما لدينا. ولكن، عندما لا نتصرَّف على هذا النَّحو، فإنَّنا نكون مديونين. وبسبب هذا النَّقص في الإحساس، لا تستطيع القوَّة الإلهيَّة أن تمنع العدوَّ من مهاجمتنا وإيذائنا. يعلِّمنا الكتابُ المقدَّس أن نكون شاكرين دائمًا، فهذه هي مشيئة الله (1 تسالونيكي 5، 18).

ليسَ من الجيّد أن تقول إنَّه ليس لديك ما تشكر لأجلهِ، وأنَّ الربَّ لا يباركك. يعلِّمنا الكتابُ المقدَّس أنَّ كلَّ عطيَّة صالِحة وكاملة هي من فوق من عند أبي الأنوار (يعقوب17:1). لا تسلك ضدَّ أبينا. في الوقت نفسه، لا تفتخر بشيءٍ ليس لك أبداً. أعطِ كلَّ الحَمد للربِّ. إذا لم تفعل ذلك، فقد يضربك ملاكُ الربِّ وتموت مثل هيرودس الذي أكله الدُّود.

الحقيقة هي: إذا كنت ثابتاً على الصَّخرة فلن تهتزَّ أبدًا. يقولُ الكتابُ المقدَّس أنَّ اللِّسان له قوَّة الحياة والموت (أمثال 18، 21). إذا كنت تتحكَّم في نفسِك ولا تقول شيئًا ضدَّ الكتاب المقدَّس، فأنتَ حكيمٌ ولديك نعمة من الله. الأشخاصُ الذين يتحدَّثون عمَّا لا يفهمونه سوف يتعثَّرون في أشياء كثيرة ويعارضون الكلمة. لذلك، لا تقلْ أبدًا ما لا يوافق عليه الربُّ.

لا يوجد سوءٌ في الرَّخاء، لأنَّه من عند الربِّ. لا خلطَ بين ما يفعله الربُّ وما يقوله الشَّيطان. يجب أن تعترف بأنَّ كلَّ عطيةٍ كاملة تأتي من الربِّ فقط في كلِّ وقت. ابقَ حازمًا فيما يعلنه الكتابُ المقدَّس ولا تصدِّق أكاذيب الشَّيطان. إذا أصبحتَ أكثر ثراءً، فلا تضع قلبك عليه. أبانا السَّماوي هو الوحيد الذي يستحقُّ كلَّ المجد.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز