رسالة اليوم

06/11/2016 - أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ

-

-

فَإِنْ كَانَ قَدْ قُطِعَ بَعْضُ الأَغْصَانِ وَأَنْتَ زَيْتُونَةٌ بَرِّيَّةٌ طُعِّمْتَ فِيهَا فَصِرْتَ شَرِيكاً فِي أَصْلِ الزَّيْتُونَةِ وَدَسَمِهَا (رومية 11: 17).

كُنَّا غُرباء بالنِسبةِ للعُهود، ولكِنْ بَعد أن طُعِّمْنَا في الرَّبِ يَسوع الكَرْمَةُ الْحَقيقيَّةُ، صِرْنَا شَعبَ الله وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفناَ مِنْ يَدِهِ (يوحنا 10: 27- 29)، ولأنَنَا شُركاء فِي أَصْلِ الزَّيْتُونَةِ وَدَسَمِهَا، التي تَعني الرَّب، والعَهْد الذي أقامهُ الرَّبُ مَعنا بِدمِ مُخَلِصنا يَسوع لا يَبْطُلُ أبداً. لقدْ أصَبَحنا وَرثة لبَركاتِ إبْراهيم ولا يُوجدُ مَا يَفصِلُنَا عَنْ مَحبةِ الرَّبِ. فَاِختِيَارهُ لنَّا لا يَنْتهي ولا يَزول.

نَحنُ الأُمَم لسنا مِن نَسْلِ إبْراهيم بِحَسبِ الجَسدِ، ولا نَملِكُ الحَقّ بأن نَصِيرَ أولاد الله وورثة للعُهودِ. إلا أن اليَهود النَسْلُ الحَقيقي، رَفَضوا عَطِيةَ السَّماء، أمَا نَحنُ الَّذين آمَنّا بالرَّبِ يَسوع، فصِرْنَا مُطعَّمين في أصَلِ الزيْتونةِ وصرْنا أبناءً الله بَالتبني.

يَجبُ أن نَعلمَ جيداً أنّنا صَرْنا شَعبَ الله وجَنسٌ مُختَار لِخدمةِ الرَّبِ وحَدهُ (رسالة بطرس الأولى 2: 9، 10). ولأنّ اِنتماءَنا إليهِ حَقيقي وليْس مِن العَالم، لا يَستطيعُ أحدٌ أَنْ يَخْطَفناَ مِنْ يدهِ أو يَفصِلُنا عَن مَحبةِ الله التي في المَسيحِ (رومية 8: 38، 39).

صِرْنا كجَزءٍ مِن جَسدِ المَسيح، وأيضاً شُركاءٌ في الأصلِ كَما في حَياةِ الكَرْمَة، ويَسري الدَّمُ فِينا وبِوَاسطتنا، ويُغذّينا، ويُعطينا القوةَ لنَصنعَ ثِماراً. وهَذا هَو مَنصِبُنا إلى الأبد.

فعَهدُ الرَّبِ مع شَعبهِ لنْ يَكونَ بَاطلاً أبداً، لأنهَ صَار بِدمِ يَسوعَ، لِذلك لو ثَبتنَا في الإيمان الذي حَصَلنا عَليهِ عِندمَا قَبِلنا الرَّب يَسوعَ، َلاَ شيء سَيُبعدنُا عَن مَكانِنا الأبدي .

لقَدْ أطاعَ إبْراهيمَ الرَّبَ، وصَار أباً للمُؤمنين كُلّهُم. والذين يُؤمنونَ الآن بِكلمةِ الرَّبِ يَصيروا شُركاء العَهدِ الَّذي لإبراهيم، ويَختبروا البَركاتَ التَي حَصَل عَليهَا نَتيجةً لأمانتهِ. فلا حَاجة لنا للقيامِ بأي عملٍ مِن أجلِ اِسْتحقاقِ عَطايا الرَّب، لأنَهَا أعُطيَت لنا كمِيراث بإيمَاننا بالرَّبِ يَسُوع (رومية 8: 17) (غلاطية 4: 7).

والعَدوّ يَسعى جَاهِداً، بِحِجةِ أننا تَبعْنَاهُ وخَدمنَاهُ في المَاضي للإيقاعِ بِنا، إلا أنّه لن يَقوى عَلينَا أبداً. لأنّ كُلَّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَينا فِي الْقَضَاءِ سَوفَ نَحْكُمُ عَلَيْهِ (إشعياء 54: 17). فَمكانتُنا أخَذْنَاهَا بِعَرْبُونِ مَوتِ وقِيامةِ الرَّبِ يَسُوع، والعَمَلُ الَّذي تَمَّ مِنْ أَجْلِنَا، لنْ يَبَطُلَ أبداً.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز