«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا. (لوقا26:14)

هناك الكثيرُ من النَّاس الذين لم يتعلَّموا إنجيل الحقّ للأسف. إنَّهم لا يفكِّرون إلَّا في البركات الماليّة والشِّفاء الإلهي، وغير ذلك من العطايا، التي هي بلا شكّ جيِّدة وحقيقيَّة. ولكن ما يمتلكه الله لكلِّ منَّا أفضل بكثيرٍ من جميع هذا: فهو يُعدُّنا لنكون تلاميذ ليسوع. أولئك الذين لا يَصلِون إلى هذا الموقع سيكونون في خسارةٍ كبيرة، لذلك يجب تحذيرهم.

الثَّمن لتكون متدرِّباً لله العليّ مرتفع جداً. في الواقع هو مرتفع للَّذين لم يتعلَّموا كيفيَّة إكرامه. والذين يعيشون حسب الجَسد ويهتمُّون بأمور هذا العالم وهموم الحياة سيرون أن نسلهم سيُصبح غير مُثمر. إنَّهم بحاجة إلى الاستيقاظ من أجل الواقع الرُّوحي، وبالتالي منح ربِّ الحصاد الحبَّ الحقيقي الذي يستحقّه. محبَّة الله هي إطاعة وصاياه (يو21:14).

لا يهمَّ إذا كنتَ أكبر متبرِّع في كنيستك، أو إذا كنتَ تفعل كلَّ ما بوسعك لمساعدة المحتاجين، أو تدعم عملَ الله ماليًا، أو تمارس أيَّ عملٍ صالحٍ آخر. لكي تكون من تلاميذ السَّيد، يجب أن تتبع النُّقاط الموجودة في الآية التي ندرسها. لا يمكنك نسيان ذلك أو تركه، إلَّا إذا كنت لا تهتم بأن تكون تلميذا ليسوع. إذا لم تتعلَّم منه، فمِمَّن ستتعلَّم؟

لا توجد أشياء مفضَّلة وأشياء مرفوضة. يظهر الاختلاف من خلال الشَّخص الذي تختاره ليكون سيِّدك. أولئك الذين لا يتعلَّمون من يسوع لن يتمكَّنوا من القيام بالعمل بالطريقة الصَّحيحة أبداً. ولكنَّ الذين لديهم دروس مع المخلِّص ويخافون الله سوف يقومون بالعمل الإلهي دون لومٍ. لذلك اقضِ وقتًا في التأمّل في الكتاب المقدَّس والصَّلاة، لكي تكون مستعدًّا لإنجاز العمل الصَّالح الذي دُعيتَ له.

إذا كانت خِطط والديك مختلفة عمَّا قاله الربُّ لك، فلا تتردَّد في الالتفات إلى مشيئة الله، لأنَّها ستبقى إلى الأبد. حتى لو حُرِمت من الميراث، أو تمَّ التَّخلي عنك كابن، أو تعرَّضتَ لأيِّ نوعٍ من الخسارة، فلا تتخلَّى عن الغرض الإلهي لحياتك أبداً. يعلم الآبُ السَّماوي سببَ اختيارك للمسيح وبثبات إيمانك بيسوع سيخلِّص الربُّ عائلتك.

كان هناك عشاء أعدَّه إنسان، ودعا كثيرين؛ ولكنَّ الكثيرين مَضوا لأعمالٍ أخرى كي يقوموا بها (لو 14.16 - 20). اذهب وافعل ما أمرك الله به قبل فوات الأوان. من تأثَّر بإشاعات ومشورات اللَّحم والدَّم لا يصلح لملكوت السَّماوات أبداً. بسبب الأشياء الغبيَّة، سيفقد الكثيرُ من النَّاس فرصة حياتهم. فقط أولئك الذين يكرهون أنفسَهم يصلحون لعمل إرادة الربِّ. يجب أن يكون لديك التزام مع الله فقط.

لا يوجد مكان في العالم أعظم من كونك تلميذاً للمسيح. لكي تكون كذلك، يجب أن تنخرط تمامًا في عملِ الربّ. لا تدع والديك أو أطفالك أو مهنتك أو أحلامك أو أشياء أخرى تمنعك من إرضاء الله. كائناً من كنت، مهما كان لديك، أكرِه كلَّ شيء حتى تُعتبر تلميذاً لسيِّد الأسياد.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز