-
-
اَلصِّدِّيقُ يُبْغِضُ كَلاَمَ كَذِبٍ، وَالشِّرِّيرُ يُخْزِي وَيُخْجِلُ. (أمثال5:13)
إنَّ ممارسة العدلِ هي من أجملِ الفضائلِ في الحياة. يتوقَّع العالمُ من أبناء الله أن يفعلوا ذلك، لأنَّهم الوحيدون الذين يمتلكون هذه القدرة. أولئك الذين لا يحققون ما أسَّسه الربُّ يُصبحون مسؤولين عن كلِّ ما يفعله الشِّرير مع النَّاس الذين لم يتعلَّموا كيف يتصرَّفون بالطريقة الصَّحيحة. يرى الربُّ كلَّ سوءٍ فعلناه، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، لأشخاصٍ آخرين.
كراهيَّة الكذب ليس مُكلِفة. ففي كلِّ مكانٍ تُنكر فيه الفضيلة الإلهيَّة ويُوجَّه الضَّالين لتحقيق إرادة الشَّيطان. يمكنك الاستماع إليها من أيِّ فم- سواء كان الشَّخص ذكيًا أم لا؛ سواء كانت من سُلطة أو لا، حسنُ النِّية أم لا. الكلمة الكاذبة هي سيِّدة الذين لم يُولدوا في ملكوت الله. مهمَّتنا هي قول الحقِّ بمسحة الرِّب حتى نكره الكذب.
لا تنكر الحقَّ. هكذا ترضي الربَّ. ثمَّ اهرب من كلِّ تجربة، ولن يُصيبك إبليسُ بضرباتِه ولا يهلكك. الشِّرير لا يستطيع أن يضعَ يديه في يدي رسلِ الحقِّ، أولئك الذين يُمارسون العدلَ الإلهيَّ. لذلك هؤلاء لن يُصابوا أبدًا بأعمالِ الشَّر. لكي تعيش بشكلٍ جيّد، يجب أن تكون قريبًا جدًّا من الله حتى تكره الكلمة الكاذبة بالطَّريقة التي تخدم بها الربَّ.
لن يَعتبر اللهُ الشَّخص المنحرف بريئًا لأنَّه يعرف الصَّواب، ولكن بسبب الرِّغبة القذرة، يترك نفسه ينحرف بالخداع رغبة في فعلِ الخطيئة. وفي بعض الأحوال لا فرق بينه وبين أسوأ مذنبٍ. حتى بعد أن تمَّ تحذيرهم، فإنَّ أولئك الذين ليس لديهم خوفُ الربِّ يُصرِّون على الاستمرار في التَّعدي، وبالتَّالي يحتقر ملكوت الله. اسعَ جاهدًا حتى لا يحدث هذا معك أبدًا.
لماذا تهين الربَّ الذي فعلَ كلَّ شيءٍ لصالِحك؟ لماذا تترك نفسَك ملوَّثاً بالخطيئة، مادام العقابُ أبديًا؟ فهل كان يجدر برأوبين بن يعقوب أن يُجبر بلهة خادمة راحيل وإحدى محظيات أبيه على النَّوم معه؟ دامت سعادته بِضع دقائق فقط، وكان ذلك بغيضًا. أمَّا عقوبته فكانت أبديَّة. عسى أن يتعلَّم أبناءُ الله العدلَ ولا يصيروا أدواتٍ في يد العدوِّ.
الخطيئة أخطر ممَّا تعتقد. يحاولُ الشَّيطان أن يبيِّن لنا أنَّ الموقف لن يؤخذ في الاعتبار، لأنَّ الله يعلم كلَّ احتياجاتك. حتى أنَّ العدوَّ يخبرك أنَّه يمكنك ارتكاب خطأ دون خوفٍ، فلن تخجل أو تُعاقب. لا تكن أحمقاً! الله لا يُشمخ عليه. كلُّ ما يزرعه الإنسان إيَّاه يحصد أيضاً (غل7:6). لا يمكنك أن تِضع يدك في النَّار ولا تحترق. يقعُ العارُ على الذين سمحوا للشَّيطان أن يستخدمَهم.
في جميع الأوقات، يجب على خدَّام الله أن يُظهروا أنفسَهم طاهرين وخائفين الله وخاليين من وسخ الإثم. جهِّز نفسك للقاء القاضي العادل، الذي سيمنح الجميعَ مكافأة عادلة على أفعالِهم. أولئك الذين يُمارسون الخير سيحصلون على إكليل البرِّ، ولكن الذين يُمارسون الشَّر سيحصلون على دينونةٍ أبديَّة. الرَّحمة يا ربُّ!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز