رسالة اليوم

16/11/2021 - قصَّة الغبيّ

-

-

مَنْ يُحِبُّ التَّأْدِيبَ يُحِبُّ الْمَعْرِفَةَ، وَمَنْ يُبْغِضُ التَّوْبِيخَ فَهُوَ بَلِيدٌ. (أمثال1:12)

تعلِّمنا كلمة الله أنَّه إذا لم يؤدِّبنا أبينا ويصحِّح لنا، فلسنا بنون له، بل نغول (عب8:12). لذلك يجب أن نتوقَّع من المحبَّة الإلهيَّة أن تصحِّح لنا كلَّما لزِم الأمرُ. في كلِّ مرَّة يتمُّ فيها تأديبك، لا تتمرَّد على ما يُخبرك الربُّ به. على العكسِ من ذلك، تقبَّل التَّصحيح بقلبٍ طيِّب. من الضَّروري أن تتعلَّم الدَّرس بسرعة حتى لا يحدث أيَّ ضررٍ.

بما أنَّ العليَّ هو أبونا، فلن يضلِّنا في طريق الخطيئة، بل سيفعل كلَّ شيء حتى لا نسير فيه، لأنَّ نهايته هو الموت- انفصالنا الأبدي عن الله. ثمَّ، عندما يقوِّم الربُّ طريقك، ويُظهر لك أنَّك في الدَّرب الخطأ، اشكر الله على الفور وعدّل طريقك. فقط أولئك الذين لا يفكِّرون في فرحِهم الأبدي يرفضون ما يقوله أو يفعله العليُّ.

بالنِّسبة للَّذين يعيشون في الجَسد، فإنَّ التَّوبيخ الإلهيّ غير مرحَّب به أبدًا. ولكن الذين يعيشون بالرُّوح والذين تمَّ تأديبهم يفرحون ويُصلِحون الأمور على الفور. أيُّ نوع من الأشخاص أنتَ؟ هل قمتَ بتغيير الكنائس لأنَّ القسَّ يعِظ عن بعض الأشياء التي ترتكبها بشكل خاطئ وتعتقد أنَّ ذاك مسموح بهِ في حالتك؟ إذا كنت قد فعلت ذلك، فأنت تتصرَّف مثل أحمقٍ.

قُم بتقييم نفسك أيضاً، لترى ما إذا كنتَ حكيماً. تقول الكلمة أنَّ من يحبُّ التأديب يحبُّ المعرفة. إذا حدث هذا في قلبك، فلن تشعر بالأذى أبدًا إذا أخبرك الربُّ بشيء ليس جيِّد، ويجب عليك التوقف عن التفكير والقيام بأشياء معيَّنة، لأنَّها ستربطك بالعدوِّ. وإذا تمرَّدت على التَّحذيرات الإلهيَّة، فأنت لست على حقّ أمام الله. عندما يرفض شخصٌ ما الكلمة، فإنَّه يرفض الربَّ.

في توبيخ الله هناك القوَّة اللَّازمة لإنقاذك من الفخِّ الشِّرير الذي أبقاك العدوُّ في أسرِه. يُظهر الشَّخصُ الذي يَسعَدُ بالخطيئة أنَّه أسيرٌ بروح تلك الخطيئة بالفعل، سواء كانت عقليَّة أو جسديَّة. عندما يحدث هذا، يكون لدى الشَّيطان القدرة على غزو جسدِه، وكذلك النَّفس أو الرُّوح، ويضع فيه مرضًا دائمًا ومدمّرًا للغاية. يا ربُّ ارحم!

اهرب من الشَّراسة! إنَّها علامة على أنَّك فريسة للشَّيطان. الأتقياء يستجيبون لصوت الرُّوح القدس عندما يأتي لإقناعِهم بترك طريق الموت. الآن، الغرضُ الوحيد لله لدى العليِّ هو ثنيك عن الخطيئة لئلَّا تضيع إلى الأبد. إنَّه لا يفعل هذا لأنَّك مميَّز، ولكن لأنَّه لا يريد أن يراك في المعاناة الأبديَّة.

ماذا ستفعل؟ هل ستتأثر بالوحشيَّة أم تقبل تأنيب الربّ؟ عندما يقاوم الشَّخص تبكيت الرُّوح القدس لفترةٍ طويلة، يصبحُ غير حسَّاس تِجاه الصَّوت الإلهيّ. يعتقد هؤلاء النَّاس أنَّ الآخرين سوف يضيعون إلى الأبد، وهم يَفعلون نفس الأشياء معتقدين أنَّهم لن يُكابدوا ذات المَصير. ارحم يا ربُّ!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز