رسالة اليوم

14/11/2021 - السِّر في كلمة الله

-

-

انْتَظَرْتُكَ يَا رَبُّ. انْتَظَرَتْ نَفْسِي، وَبِكَلاَمِهِ رَجَوْتُ (مزمور5:130).

يسوعُ هو الكلمة الذي صارَ جسداً (يوحنا 1.1). إنَّه كلُّ ما نحتاجه لنتعرف على العليِّ وننال منه ما نحتاجه لننتصر في معارِكنا. أولئك الذين يتعلَّمون هذا الدَّرس الهامّ يتحوَّلون من دقيقةٍ إلى أخرى، من أناسٍ مهزومين ممتلئين بالمشاكل ومنكوبين بلا حلولٍ إلى أناسٍ منتصرون حقًا. ذوي عزيمةٍ عالية ولا يسمحون لأيٍّ من حِيل الشَّيطان أن تقودهم.

عرفَ كاتبُ المزمور كيف يتَّخذ القرار الصَّحيح: انتظرَ الربَّ. يجب أن تكون له الأسبقيّة في قراراتِنا، بما أنَّه الله، فهو يعرف ما هو الأفضل لنا. أولئك الذين يُسارعون في تقريرِ شيءٍ ما ولا ينتظرون اللَّحظة المُناسبة، قد يصِلون مبكِّرًا (أمثال2:19). الآن يعرفُ المُستنيرون الوقتَ المُناسب لأداءِ صلاة الإيمان وامتلاك ما لهم. أمَّا الذين لم يستغِلّوا الفرصةَ، يرتكبون خطأً فادحاً.

لا جدوى من الانتظار العقلي، والاعتراف به بطريقة مزيَّفة. يجب أن يتحكَّم الإيمان بداخلك، حتى لا يُسيطر القلق عليه. انتظرَ داودُ العليَّ في روحهِ، وبما أنَّه فعلَ ذلك، لم ييأس. إذا اضطربت روحُك، فقد تزعج الخطَّة الإلهيَّة. تعلَّم ملكُ إسرائيل أن يستشيرَ الربَّ وينتظر توجيهاتِه. يتحدَّث الأقوياء جميعاً في اللَّحظة المُناسبة دائماً.

سرُّ الأسرار هو انتظار كلمة الله. لا تظنَّ أنَّها مجرَّد مجموعة من الكتابات اللَّطيفة. إنَّه الصَّوت الذي يجب أن نستمِع إليه، الوسيلةُ التي يكلِّمنا بها الآبُ، ويخاطبنا، ويمنحنا كلَّ أنواع البركات. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ (يوحنا3:1). عندما نسمعها للمرَّة الأولى، نشعرُ كما لو كانت مألوفة (وهي كذلك، في الحقيقة)، لأنَّنا خُلِقنا فيها وبها ومن أجلِها. إنَّها الكلمة التي تُكمل الإنسان.

إنَّ سببَ عدم رغبة الربِّ في الكلام عندما نصرخ لسماعِ صوتِه هو أنَّنا لا نعيش بحسبِ حقِّه فعلاً. ولكن، حتى لو لم نكن في حالةٍ روحيَّة جيِّدة، يجب أن نبحث عن مصدر الحلول عندما نكون بحاجة إلى معونة. صلِّ كي يساعدك الله على الاقتراب منه، وإذا شعرتَ أنَّك ترتكب أيَّ خطأ، فاعترف له واترك الخطأ فورًا. سيتمّ إرسال الكلمة إليك في اللَّحظة المناسبة.

عندما تُعلَن الكلمة لنا، تفرحُ قلوبنا. هذا يعني أنَّ يسوع جاء لزيارتنا شخصيًّا، وبعد ذلك، بأمرٍ بسيطٍ، كلُّ الشَّر الذي يهاجمنا يجب أن يغادر ويتخلَّى عنَّا. كان هذا بالضَّبط ما قاله داود، ولهذا السَّبب، لم يخيب العليُّ أمله أبداً. من المُستحيل تمامًا أن يثقَ الإنسانُ بالربِّ ويُصاب بخيبة أملٍ معه. لن ينكر الله كلمته أبداً.

استعجال القرار أمر غير ضروري. سِرُّ النَّجاح هو: انتظِر الربَّ وانتظِر كلمته. بعد ذلك، سيأتي في داخلك مثل هذا الاقتناع القويّ، أنَّه حتى لو كان الموقف لا رجوع فيه، فلن تخشى أيَّ شرٍّ، ومثل أبطال الإيمان (عبرانيين11)، ستُنجِز العمل وفقًا للإرادة الإلهيَّة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز