قوة الإيمان

يجب أن يعرفَ كلُّ تلميذ ليسوع أنَّه يجب أن يجلس كملكٍ على عرش القضاء. وإلَّا فإنَّ قوى الشَّر ستحيط بك وتضطهِدك. لقد جعلنا الربُّ يسوع ملوكًا أمام الله (رؤية6:1). تنتظرنا السَّماء لتولِّي منصبنا السِّيادي. إذا لم نفعل ذلك، فلن يتركنا الشّرير وشأننا. يجب أن تتولى مكانتك الحقيقية، وتتولى سلطتك في عرش الحكم.

هذا العرش ليس ملكاً لأيّ إنسان بل للعليّ. يجب أن نجلس عليه لنتولَّى السُّلطة على ما فعله الله لمصلحتِنا. نحن نسل يسوع في إنجاز العمل الإلهي الذي بدأه في أيّامه هنا على الأرض. كما قال الربُّ، إذا آمنّا به، سنفعل نفس الأعمال التي عمِل بها (يو12:14 ).

بمجرَّد الجلوس على عرش الحُكم، سنبدِّد كلَّ الشَّر بأعيننا. من الواضح أنه يجب أن نحصل على التّوجيه من الآب السَّماوي من أجل تحقيق مشيئته، لكنَّنا نحن الذين يجب أن نقوم بالعمل. إنَّ الوسيلة التي يستخدمنا الربُّ بها لنبيد كلَّ شرٍّ يصيبنا هي رؤيتنا الرُّوحية. إذا لم يتمِّم المسيحي كلمة الله، فلن يحقق شيئاً.

يجب أن يشغل جميعُ خدَّام الله المكانَ الذي يحدِّده الآب. وهكذا، سيتمكَّنون من تحقيق الغرض الإلهي. الشَّر موجود، والله لا يَعِد بأن يفعل شيئًا ضدَّه بنفسه. يقول إنَّ الأمر متروك لنا لتبديده بأعينِنا. لقد أعطى القدير القدرة لعيون الجالسين على عرش القضاء أن يجعلوا الشَّيطان يهرب.

المسؤولية كبيرة. في حين أنَّ أبناء الله لا يتولّون السُّلطة التي أعطاها الربُّ لهم، وبالتالي سيحكم الشَّيطان حياتهم. لا يرى الكثيرُ من المخلّصين أنّه يجب عليهم الجلوس على العرش حتى يفقد العدوُّ القدرة على قمعِهم وظلم كلّ النَّاس. يعرف القديرُ ما يقول. لذلك، فإنّ الأمر متروك للمسيحي أن يسعى ليأخذ مكانه في ملكوت الله (مت 11، 12).

إذا كنت تعتبر نفسك خادمًا للعليِّ، وحياتك لم تتحسَّن، فمن المُحتمل أنك لم تأخذ مكانتك في المسيح. لا يهم مقدار الصَّلاة؛ إذا كنتَ خارج مركزك في الربّ، فلن تكون هناك نتائج إيجابية لإيمانك. أولئك الذين لا يفعلون وفقًا لتوجيهات العليِّ لا يقومون بعمل الله لصالحهم، وبالتالي يسود العدوُّ على حياتهم.

لا تحاول تغيير الربّ، لأنَّه لا يتغيَّر أبداً. ستظلُّ طريقته في الكلام والتصرُّف هي نفسها دائمًا (عب8:13). سيكون هناك ظلمة على حياتك حتى تحتلَّ مكانتك في المسيح. اجلِس على عرش الحكم ولاحظ أنَّ عينيك، ستشتِّت كل الشُّرور.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز