رسالة اليوم

07/11/2021 - جلسَ على كرسيّ الربِّ

-

-

وَجَلَسَ سُلَيْمَانُ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ مَلِكًا مَكَانَ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَنَجَحَ وَأَطَاعَهُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ. (أخبار الأيام الأول23:29)

عندما تلقَّى الدَّعوة الإلهيَّة ليكون ملكًا على إسرائيل، لم يتوانَ الشَّاب سُليمان لإعلان قراره. من لا يؤمن بدعوة الربِّ لخدمتهِ، أينما كان، يرتكب خطأً كبيراً. إذا تمَّ اختيارك فلا تنتظر دقيقة واحدة لبدء تحقيق الإرادة الإلهيَّة.

انظر إلى المسئولية المُعطاة للشَّخص الذي يقول إنَّه يؤمن بما يقوله الربُّ أو يعطيه: إذا لم يطيع أوامرَ الله، فإنَه يجعل الله كاذبًا! لذلك، لا يهمّ متى أو أين؛ إذا دعاك الله، فاستعدّ للمغادرة وحتى الموت، إذا لزم الأمر. من يطلب حياته يخسرها، وكذلك من فقد حياته من أجل محبّة الله سيجدها. إنَّه قرار سامٍ أن تقول نعم للعليِّ.

عندما جلس سُليمان على عرش الربِّ، علِم بالمسؤولية التي ينطوي عليها هذا الفعل. هذا ما يريدنا الله أن نعرفه ونفعله. لا يُمكننا أن نكون في خدمته مؤقتًا أو بطريقة مهنيَّة فقط، ولكن لنخدمه بكلِّ قلوبنا وقوَّتنا. إذا لم يكن إيماننا أمراً جادًّا، فلن يخدم شيئاً، جلس ابن داود على عرش الله بمخافة كبيرة.

عرفَ الملكُ الشَّاب أنَّه جالس مكان أبيه داود. وبالتَّالي لم يستطِع أن يحكم كما يشاء، خوفًا من التَّهديدات التي قد يتلقاها، أو يتصرَّف بتهوُّر. لم يستهين والده في اسم الربِّ أبدًا، ولم يخفْ أو يهرب من أيِّ معركة جاءت ضدَّه أبداً. هذه هي المسؤولية التي يجب أن تتحمَّلها عندما تتولى مهمَّة يتم تكليفك بها. لا تستسلم أبداً، استمرّ حتى النِّهاية!

كانت النَّتيجة أنَّه ازدهر. من المُستحيل أن يكون المرءُ خادماً لله ويفتقر إلى أيِّ شيء. أولئك الذين يعانون من المشاكل، أو المرض، أو الذين يتعرَّضون للتَّجارب، يحتاجون إلى فحص إيمانهم، وما يفعلونه ويرغبون فيه، لأنَّ الكتاب المقدَّس يقول إنَّ أولئك الذين يخدمون الربَّ لا يُعوزهم شيء (مز 34.9). لا يكمّ العليُّ فم الثَّور الذي يدرس الحبوب ولا يحجب الخير أبدًا عن الذين يمشون بالصَّلاح (1 تي إم 5.18).

دليل آخر على أنَّ ابن داود مع بثشبَع فعل الإرادة الإلهيَّة هو أنَّ جميع إسرائيل استمعوا إليه. وهذا الإجماع دليل على رضى الله. إذا كنتَ تُنجز الخطة الإلهيَّة، فحتى أعداءك سيشعرون بالسَّلام معك. المَسحة الإلهيَّة في حياتك تجلب رغبة للمخلَّصين والضَّالين في الاقتراب منك. إذا لم يحدث هذا لك، فهناك خطأ ما.

ماذا ستقول للربِّ إذا أرسلك إلى مهمَّة في مكان ما فقير وخطير مع صعوبة الوصول والظروف المعيشيَّة؟ لا تفضّل إرادة الآب المُتساهلة أبداً. إذا كنت تعيش وصيَّة العليِّ الحقيقية، فسترى أنَّ رغبات قلبك سوف تتحقق (مز 37.4). الله يكرمُ من يُكرِمه!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز