رسالة اليوم

06/11/2021 - الصَّلاة التي تشفي وتغفر

-

-

وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ. (يعقوب15:5)

صلاةُ الإيمان هي الوحيدة التي تُنقذ المرضى بقوَّة الله والمُضطهدين وتحفظ الرُّوح. إنَّها أكثر من مجرَّد طلبٍ إلى الربِّ. إنّه أمرٌ للعدوِّ الذي يختبئ وراء معاناة الإنسان، لاستنزافِ كلِّ شيء من الشَّخص الذي يعاني بسببه. إنَّه إعلان لِما نتعلَّمه في الكلمة التي تخصّنا. هذه الصَّلاة هي الدَّافع للقوَّة الإلهيَّة لتحقيق كلّ وعود الربّ.

استخدمَ الرُّوح القدس الرَّسول يعقوب ليكتب عن هذه الصَّلاة بطريقة واضحة. صلاة الإيمان شيء يجب ألَّا نتوقف عنه أبدًا، لأنَّها تعمل حتى عندما تعيق خطايا الإنسان الشِّفاء أو التَّحرير. الحقيقة هي أنَّنا لا يجب أن نلهو بموضوع الصَّلاة أو نصلِّي لله بدون مسؤوليَّة. عندما تصلِّي باسم يسوع، لا تستخدم هذا الاسم عبثًا، كأن لا يتوقَّع المرءُ أن يسمع الجواب الإلهي.

صلاة الإيمان هي أكثر من توجيه أمرٍ للشَّر كي يغادر. إنَّه يقودنا إلى حوار مع العليِّ، حتى نصلح الأمور معه، ثمَّ يقوم المريض. بمجرَّد حدوث ذلك، يجب على الشَّخص أن يعترف على الفور بخطاياه للربِّ وأن ينال مغفرته. يجب على الذين تمَّ شفاؤهم توخِّي الحذر حتى لا يسقطوا مرة أخرى (1كور12:10)، وإلَّا قد يمرُّون بمعاناة أسوأ.

إذا كان هناك شرٌّ في القلب، إذا أخفى الإنسان خطايا أو استمرَّ في فعل الأشياء آثمة، فلن يكون من المُمكن أداء صلاة الإيمان، حتى لو بذل جميع المعنيين قصارى جهدهم. عندما تصلّي من أجل شخص ما، ابحث عن التَّوجيه الإلهي حول ما يجب عليك فعله. إذا كانت هناك خطايا، فوجِّه الفرد إلى الاعتراف بخطئه، حتى يتمَّ تدمير الحواجز التي بنتها خطيئته.

في شفاء الرَّجل المفلوج الذي حملَه أربعة أشخاصٍ، من الواضح أنَّ الشِّفاء أسهل من مغفرة خطاياه (مر2: 3-12). يعتقد الجميع تقريبًا أنَّه يجب علينا الاعتراف بخطئنا فقط حتى يتمَّ الغفران. الله يغفر ولا شكَّ في ذلك. ولكن عندما يتسبَّب خطأ ما في إلحاق الضَّرر أو العار بشخص ما، فمن الضروري للخاطئ أن يصحِّح الأمور مع الشَّخص الذي أساء إليه حتى يُغفر له.

لا تناقض في حقيقة أنَّ صلاة الإيمان يُمكن أن تغفر الخطايا وتجعل الإنسان يعترف بها. لن يترك الربُّ أيَّ شخصٍ في حالة خسارة أبداً، لذلك يوجه المخالف إلى تصحيح الأمور قبل فوات الأوان. من يضمن لك القدرة على أداء صلاة الإيمان إذا كنت تخفي خطأك وتكذب عليه؟ لماذا لا يجب أن تسير في طريقك بشكل صحيح بينما تمشي مع خصمِك (متى25:5)؟

كلُّ ما نناله من الربِّ بالنِّعمة. لا يقبل الآبُ أيِّ ذبيحة بل الحقّ فقط. لا تحاول أن تُخفي خطأك، لأنك ستكون بين يدي الشّيطان بسبب ذلك. يمتلئ العالم بالإغراءات، لكن لا تخفْ منها ولا تيأس عندما تأتي، لأنَّ الله لن يسمح لها أن تكون أعظم من قوَّتك (كورنثوس الأولى13:10).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز