رسالة اليوم

05/11/2021 - لماذا الشَّكّ؟

-

-

فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» (متى31:14)

الشَّك في الربِّ الإله هو أخطر ممَّا نظنّ. إنّه الحقّ ولا عيبَ فيه. عندما يتكلَّم، فإنَّه يعبِّر عن كلِّ ملئه، وبالتالي يجب أن يتمَّ قبوله على أنَّه الشَّخص الذي لا يفشل أبداً. عندما يُظهر إرادته لنا، يستجيب لطلباتنا، ويكشف عن ذاته. لذلك إنَّ عدم تحقيق ما أوصانا به هو نفس الإعلان أنَّنا لا نأخذ كلامه على محمل الجدِّ، أو أنَّنا لا نثق بهِ.

ما هو الإنسان حتى يذكره الربُّ (عب6:2)؟ حقاً، نحن نفشل في كلِّ وقت. ولكنَّنا قد خلقنا على صورته ومثاله، ولسببٍ ما، ما زلنا لا نعرفه تمامًا. ولكن حتى مع سقوط آدم، لم يُهزَم الربُّ، بل وضع خطة الفداء. لم تكن خطته أن نكون قادرين على القيام بأنفسنا، ولكن أن نخلص بنعمته.

ما حدث في بحيرة طبريا كان أعظم ممَّا نتخيَّل. أمرَ يسوع التلاميذ أن يذهبوا أمامه إلى الجانب الآخر من البحر. ثمَّ، بعد أن صلَّى وأرسل الجموع بعيدًا، رأى التَّلاميذ يمرُّون بالصُّعوبة للوصول إلى وجهتهم. وهكذا سار على المياه. فلمّا رأوه خافوا ولكن السَّيد هدَّأهم وأمرهم ألَّا يخافوا لأنَّه كان هناك.

تحدَّى بطرسُ بإلحاحٍ أنَّه إذا كان هو السَّيد حقًا، فليأمره أن يمشي على المياه معه. عندما تلقى الرَّسول إجابة إيجابية، قفز من القارب ومشى أيضًا فوق المياه. ولكن عندما رأى الرِّيح وما تفعله، خاف وبدأ يغرق. صرخ طالبًا النَّجدة واستُجيب له، لكنَّه وُبِّخ أيضًا على شكِّه.

يُمكن أن يعلِّمنا هذا السَّرد العديد من الدُّروس القيِّمة. لم يكن بطرس مؤمنًا تمامًا بكلمة يسوع، لأنَّه استخدم كلمة "إذا". وهذا يدلُّ على أنَّ الله يستجيب لنا حتى لو لم نؤمن بكلِّ قلوبنا. من المُمكن أن نعمل المستحيل- المشي فوق الماء، والتَّغلب على المشاكل- ثمَّ بعد ذلك مباشرة، قد نفقد كلَّ شيء، حتى الحياة نفسها. إنَّ الله رحيم ولكنَّه يغضب بسبب ضعفنا.

تحقَّق ممَّا إذا كنت قد أوليتَ اهتمامًا مناسبًا لِما يقوله الربُّ. إذا سألته بارتيابٍ، يُمكن أن يُستجاب لك، ولكن ربَّما لا يكون لديك الإيمان اللَّازم لمواصلة السَّير فوق المياه بعد ذلك (مشاكلك) أو لإنهاء بناء البرج. هكذا تحزن قلب الآب. احرص على أن تكون خادماً حسب قلب القدير. تمَّ مدُّ الصَّولجان إليك.

بالتَّأكيد، نحن أشخاص قليلي الإيمان. لماذا لا نطلب أن نتغذَّى بالكلمة، ممَّا يجعل إيماننا ينمو؟ لدينا الوقت الآن فقط لتحقيق ذلك. من أجل الحصول على المزيد من الإيمان، استغلّ وقتك جيدًا حتى يساعدك الربُّ، من خلال الصَّلاة والقراءة والتأمل في الكلمة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز