رسالة اليوم

04/11/2021 - الرِّسالة المفقودة

-

-

فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «يَا إِينِيَاسُ، يَشْفِيكَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. قُمْ وَافْرُشْ لِنَفْسِكَ!». (أعمال الرسل34:9)

طبَّق بطرسُ ما تعلَّمه من يسوع. بالنِّسبة للرَّسول، كانت عطيَّة الله غير قابلة للنَّقض وستعمل دائمًا كلَّما تصرَّف كما تمَّ تعليمه. في شفاء الرَّجل الأعرج، على سبيل المثال، الذي وقف عند بوابة الهيكل- المسمَّى الجميل- أمر الرَّجلَ ببساطة أن يقف ويمشي (أع3: 2-6). وهكذا، لم يتعلَّم بطرس أن يأمر بالبركة فحسب، بل أن يكرِّس نفسه في الصَّلاة أيضاً.

اليوم، ما نتعلَّمه من العليُّ له نفس القوَّة التي كانت تعمل في أيام بطرس. المشكلة هي عندما لا نؤمن بالطريقة الصَّحيحة، لأنَّ ذلك الصيَّاد السَّابق لم يكن لديه أدنى شكّ في أنَّ كلمات السَّيد سيتمّ تحقيقها. بالنِّهاية، كان قد تمَّ توبيخه بالفعل عندما سار فوق المياه، طائعًا صوت الربّ، لكنَّه شكَّ بعد ذلك (متى14: 29-31). أدرك في وقت لاحق أنه لا توجد كلمة من الله فارغة القوَّة.

لم يخفْ بطرسُ أمام السُّلطات اليهوديَّة التي منعته من التكلُّم باسم يسوع. جعل هذا التَّأكيد هؤلاء القادة مندهشين، وعندما تمَّ إخبارهم بأنه رجلٌ غير متعلِّم، تفاجأوا أكثر. ما يجعل الاختلاف فينا هو اليقين بأنَّ الربَّ معنا لتحقيق ما وعد به. لذلك كُنْ في شركة مع الله، وكلَّما شعرت بالإرشاد الإلهي لا تتراجع.

اتَّجهَ بطرس نحو النَّاس الذين تمَّ خلاصهم والذين عاشوا في لدَّة. ولا شكَّ أنَّ هؤلاء الإخوة الأحبَّاء كانوا سعداء بزيارته، لأنَّها كانت تعني لهم المزيد من الأعمال التقويّة. بالتَّأكيد، لم يشعروا بخيبة أمل، لأنَّهم رأوا على الفور إيمان خادم العليِّ في العمل. أخبر بطرسُ أينياس، الذي كان طريح الفراش لمدَّة ثماني سنوات، أنَّ يسوع يشفيك الآن. وهكذا مشى أينياس بعد أن تلقَّى أمر الرَّسول.

هل نقوم حقًا بعمل الله في أيامنا هذه؟ كم مرَّة يجب أن يعطينا الرُّوح القدس الفهم أنَّ شفاء المرضى وتحرير المظلومين هي مسؤوليتنا؟ الطريقة التي نؤمن بها تصنع الفارق. إذا انفصل الواعظ عن الله، حتى لو لم يكن مخطئًا، فلن تؤيد القوَّة الإلهية قراره. فلماذا نعيش بعيدًا عن الله المُعين؟

رأى سكان لُدَّةَ وَسَارُونَ- وهي مدينة قريبة من لُدَّةَ- ما حدث مع أينياس وهكذا تغيَّروا. هذا هو نوع الخادم الذي تحتاجه الكنيسة في الوقت الحاضر. لسنا بحاجة إلى فلاسفة، ومتديِّنين ومغرورين، وكلّ الآخرين غير المؤمنين والضعفاء. الكنيسة بحاجة إلى رجال ونساء يسيرون مع الله ويفعلون مشيئته في كلِّ وقتٍ.

كانت هذه هي الرِّسالة التي كانت مفقودة لهؤلاء الإخوة ليتمكَّنوا من الوصول إلى تلك المدينة. في حالتنا، يجب أن يحدث نفس الشَّيء! لن نصل إلى الضَّال، حتى لو قمنا بالكثير من الدِّعاية، وسخِرنا من إيمان النَّاس بأديانهم. ما يُحدِث الفرق هو الكرازة بالإنجيل فقط، بقوة الرُّوح القدس، بالمعجزات، والعجائب، والآيات.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز