رسالة اليوم

04/11/2016 - الإيمَان يَسَمحُ للرّب أن يعَملِ فِينا

-

-

فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ (يوحنا 8: 24).

 

اعْتبرَ اليَهودَ أنَفُسَهُم شَعبَ الله، بِاعتِبِارهِم مِن نَّسْلِ إبْراهيم، وَورثةُ وعَدَ الله لأبِيهمْ إبراهيمَ ونسْلِهِ (تكوين 12، 13، 15، 17)، إسِحَقَ (تكوين 26) ويَعْقُوبَ (تكوين 28). ولكِن لأنَهُم لمْ يَقُبلوا العَطِيّة العَظِيمَة التي مِنَ الآب "الرَّبَ يَسوع رَئِيسًا وَمُخَلِّصًا لهُم" مَاتوا جَمِيعِاً بِخَطَايَاهُم (لوقا 4: 16- 30). واليَوم نَفسُ الشَيء يَحدثُ مَعَ الأشَخَاص المُتَديّنين، الَّذينَ لا يَعرفُونَ كَلمةَ الرَّبِ ويَعِيشونَ في ضِيقٍ، لأنَهُم لمْ يَحصَلوا عَلى اِختِبَار حَقيقي مَعَ الرَّب.

إنّ مَن يَنتمي إلى شَعَبِ الله مِن حَقهِ أن يَعيشَ حَياةً أفضل. لكنْ كُلّ الَّذين لا يُؤمنونَ فِعْلاً بالرَّبِ يَسوع، لا يَجَنَونَ إلا الفَشل. وهَذا يَحدثُ مَع اُناسٍ كَثيرين، يَبْذلون أنَفسهُم لمُساعدةِ الآخرينَ. وهُم في الحَقيقةِ يَفعلونَ ذَلكَ بِأمرِ العدوّ، لأنَهُم لا يُؤمنونَ أنَّ يسوع هَو ربُّ الأَرْبَاب، وإنَّهُ يَستطيعُ حَلّ كُلّ المَشاكلِ، لأنّ قُدْرتَهُ كَمَا في السَّماواتِ كَذلك عَلى الأرَضِ، ولكِنهُ لا يُمْكنهُ مُساعدةُ مَن لا يُؤمنُ بِهِ. وكَذلكَ اِسمُهُ الَّذي أعَطَانا إيَاهُ لِنَهزمِ بهِ قوّاتِ العدوّ، هَو أيضاً لا يَعملُ إلا مَع مَن يُؤمنُ بِهِ.

مَسِيحِيّون كَثيرونَ يُصلّونَ، ولا يَنالونَ الشّفاءَ، ويَسْألونَ عنْ السَبب؟ وفي الواقعِ، هَذا السُّؤالَ مَعروفُ الإجابةِ ! لأنّ مَن يُخطئُ يَعلمُ بِمَاذا أَخْطَأَ. وإن لمْ يُصلحَ أمُورهُ مَع الله، سَوفَ يَتحكمُ فِيهِ سَيّدُ سُلطانِ الظُلمةِ بِاسْتِمرارٍ. وفَقط الَّذي يَعترفُ بِخَطَايَاه ويَتْرُكَهَا يَحصلُ عَلى الغُفرانِ وَيَطَهّر مِنْ كُلِّ إِثْم (رسالة يوحنا الأولى 1: 9). والّذي لا يِعْترف بخَطَاياه، ليْسَ لهُ سَلامٌ مَع الله و لن يُغفَر لهُ أبداً.

إنّ كَلّ مَن يَقبل كَلمةَ الرَّبِ ، يُمْكِنَهُ الاِسْتِمْتاعُ بأفضلِ مافي الحَياةَ. لكِنْ، الَّذي يَستمر في الخطيئةِ تبقى روحُه رَديئةٌ، حَتى لو صَلّى، وصَام وفَعلَ كُلَّ شَيئ فَهو لنْ يَحصُلَ عَلى شيٍء مِن الرَّب، لأنّهُ في يَدِ العدوّ. إنّ كلَّ مَن يَقبلُ الرَّبَ يَسوع، يَتغيّرُ كُليّاً ولا شيء مِن الدِّينونةِ الآن عَليهِ. والعَلامةُ بِأنَّهُ في سَلامٍ مَع الله، نَجِدَهُ يَشعُر بِالرّغبةٍ في إصلاحِ اُمورهُ مَع أشخَاص كَانَ قَدْ خَدَعهُم. وهَذا مَا حَدَثَ مَعَ رَجُل اسْمُهُ زَكَّا بَعدَ لِقائهِ مَع الرَّبِ يَسوع (لوقا 19: 1- 9).

كُلّ مَن يَجعَلُ الرَّب يَسوع سَيّداً على حَياتهِ. ويَعْترفُ بِمَكانتهِ فيهِ، يَكتشفُ أنّ لاِسْمِ يسُوع في فَمِهِ، نَفسُ القُدرةِ التي فِي فَمِ الرَّبِ. وهَذا بُرهانٌ عَلى أنَهُ حَقاً يُؤمنُ بالرَّبِ يَسُوع.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز