رسالة اليوم

31/10/2021 - الكلمة التي تُعطي الحَياة

-

-

اُذْكُرْ لِعَبْدِكَ الْقَوْلَ الَّذِي جَعَلْتَنِي أَنْتَظِرُهُ. هذِهِ هِيَ تَعْزِيَتِي فِي مَذَلَّتِي، لأَنَّ قَوْلَكَ أَحْيَانِي. (مزمور119: 49-50)

استُخدم كاتبُ المزمور ليعلِّمنا دروسًا هامَّة. طلب من الربِّ أن يتذكَّر الكلمة التي قالها له. هذا طلب جيِّد، لأنَّنا يجب أن نكون شاكرين للمساعدة التي نتلقَّاها في مواقف معيَّنة. عندما تأتي كلمة من الربِّ إلى حياتك، فإنَّك تصبح صاحبَ هذا الوَعد. الشَّيء الجيِّد هو أنَّه ليس وعدًا فارغًا- فهو يجلب القوَّة التي تحتاجها لتحقيق ما يعلن عنه.

الرِّسالة التي يعطيها الكتاب المقدَّس هي: انتظر في الكلمة. وهكذا، فإنَّ كلَّ ما تحتاجه لعمل الربِّ الكامل سوف يتمّ إعطاؤه لك. في اللَّحظة المناسبة، ستشعر أنَّ الوقت قد حان لطرد الشَّر بعيدًا ولتمتلك بركتك. وبعد ذلك، في جزءٍ من الثَّانية، تنتهي معاناتك، والمشكلة تُحلَّ، وتتحرَّر مرَّة واحدة وإلى الأبد، من كلِّ مصائب الشَّر.

الانتظار ليس موقفا سلبيّاً. وهو لا يعني أن تبقى مكتّف الذِّراعين منتظراً البركة. إنَّه شيءٌ نشطٌ. بمجرَّد حصولك على الوَعد، حتى إذا كان عليك الانتظار حتى تحصل على الضَّوء الأخضر، يمكنك البدء في مطالبة الشَّر بالرَّحيل. يَسعد الله عندما يتصرَّف أبناؤه كأبطال حقيقيين، أناسٌ شجعانٌ، لا يقبلون المعاناة في حياتهم.

الوعدُ هو العزاء خلال مِحنتك، الحلُّ لمشكلتك. لا تفقده من أجلِ لا شيء. احتفظ به قريباً منك كما لو كان لوحة خلاصك، وبعد ذلك، ستتمكَّن من رؤية القوَّة الإلهيَّة تتحقق كما وعدَ الربِّ. لذلك، انتظر بنشاطٍ في الكلمة حتى تشعر أنَّ الوقت قد حان لامتلاكها. سيظهر إيمانك اللَّحظة المناسبة لوضع حدٍّ نهائي للعمليَّة الشِّريرة.

ليس لدى الله طريقة أخرى لتعزيتنا في الضِّيق إلَّا من خلال الكلمة التي يُرسلها إلينا. عندما تفهم ما يقوله لك، فقط ابتسم واتَّجه نحو قرارك النِّهائي. أنت الشَّخص الذي يجب أن ينفِّذ العمل، تمامًا كما أنجزه يسوع خلال أيامه على الأرض. قال السَّيد أنَّه لفعل الشَّيء نفسه، أو حتى أعمال أعظم، يجب أن نؤمن به (يو12:14). كلُّ من يؤمن بابن الله لا ييأس أبداً.

الكلمة التي أرسلها العليُّ إلى صاحب المزمور أعطته الحياة. سيكون هو نفسه معك. عندما يعطينا الربُّ إعلان مشيئته، يكتمل دوره في المعجزة. فهو لا يُرسل لنا أيَّ كلمة، بل كلمة قادرة على تحريرنا تماماً من الهجوم الشِّرير. أوَّلاً، تمنحنا الكلمة الحياة بقوَّة وإرادة، وبعد ذلك، عندما نقرِّر أنَّ العمل يجب أن يتمَّ، نضع قوَّة الله موضع التّنفيذ.

عندما سأل كاتبُ المزمور الربَّ أن يذكر كلمته، كان يردِّد كلمة العليّ، التي منحته القوّة والتَّحرير من مِحنته. وهكذا عاد إيمانه للحياة ثانية. حاول أن تتذكَّر ما قاله الله لك، صلِّ من أجله، وثبِّت نفسك في الإيمان، ثمَّ اطرد الشَّر بعيدًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز