رسالة اليوم

30/10/2021 - كاملٌ في مَحَبَّةُ اللهِ

-

-

وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقًّا فِي هذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ (يوحنا الأولى5:2)

إلهُنا ليس لديه أناسٌ مفضَّلون وآخرون مرفوضون. بالنِّسبة له، كلُّ البشر سواسيةٍ والكلُّ ذو أهميةٍ قصوى، والأبُ يحبُّ الجميعَ بالتَّساوي. لا يُمكن للعليِّ أن يعتبرَ جماعةٍ معيَّنة ذو خصوصيَّة له والبعضُ الآخر أقلَّ أهميَّة. لقد خلقنا على صورته ومثاله (تكوين27:1)، ولأنّه بارٌّ وحقٌّ، فلا يُمكن أن يتعامَل مع بعضِ النَّاس بطريقةٍ ما ومع آخرين بطريقةٍ مختلفةٍ. إنَّ الوعود الإلهيَّة تهمُّ كلَّ النَّاس.

اهتمامنا بالكلمة الإلهيَّة هو الذي يجعلنا مختلفين أم لا. أولئك الذين يُطيعون الكلمة الإلهيّة بالطريقة التي ينبغي أن يصلِوا بها إلى مكانةٍ خاصَّةٍ في العالم الرُّوحي. هذا لا يحدث بمرسوم العليِّ، ولكن الكلمة تجعل هذا الشَّخص مميَّزًا. بطريقةٍ معيَّنة، يُمكننا مقارنة هذا الشَّخص بالقوَّة الكهربائيّة؛ سوف يُضيءُ المِصباحُ المتَّصل بمقبسِ تيّارٍ كهربائي؛ وإذا لم يكن متصلاً، فإنَّه يستمرُّ مطفئ؟

يبدأ الكتابُ في هذه الآية بقولِه: من حفظ كلمته. هذا يدلُّ على أنَّنا نستطيع أن نصنع الفارق. من يرغب في أن يكون ناجحًا يجب أن يحفظ ما يُعطى له ويفي بكلِّ مهمَّة تُقدَّم له. أولئك الذين لا يحبُّون خدمة الربِّ سيكونون في خسارةٍ كبيرة، لأنَّهم يحتقرون مصدر البركات. قد يبدو الأمرُ غير معقولٍ، ولكن حتى في أيام خدمة يسوع الأرضيَّة، لم يهتمَّ البعضُ بالذَّهاب إليه لينالوا الحياة الحقيقيّة.

نبدأ في تعلُّم ما يجب أن نفعله في الإيمان ببطءٍ. ثمَّ تبدأ محبَّة الله في أن تكتمل فينا. كلَّما تعلَّمنا وعمِلنا، تكتمل المحبَّة الإلهيَّة فينا. كلُّ من لديه المزيد سيُعطى (متى29:25) - هذا مبدأٌ لن يتغيَّر أبدًا. كلَّما حفِظتَ الوصايا وأتمَمتها، ستحصل على المزيد من محبَّة الآب. يمكنك الحصول عليها بشكلٍ كاملٍ.

كم سيكونُ أمراً جيّداً أن ينفّذ الجميعُ الأوامرَ الإلهيَّة، لأنَّنا حينها سنعيش جميعًا بشكلٍ أفضل. لو مارس الجميعُ الكلمة، وأوفوا بالتزاماتِها، لرأى العالم مجموعة منتصرةً من النَّاس بكلِّ معاني الكلمة. وهكذا لن يكون هناك عنصرٌ سيّءٌ يسبِّب لنا أيَّ معاناة. فالذين يُنجِزون الخطة الإلهيَّة لديهم محبَّة الله كاملة فيهم. هذه هي الطريقة التي نعرف بها أنَّنا في يسوع.

إن لم تكن محبَّة الله كاملة فينا، فذلك لأنَّنا لم نتمِّم الرِّسالة التي أوكلها إلينا، وبالتّالي لسنا فيه. إنَّه لأمرٌ محزنٌ أن نرى أبناء الله الذين لا يهتمُّون بالوجود في يسوع. الآن، هذه إحدى الضَّمانات التي نطلب من خلالِها ما نريد وسوف يُعطى لنا. كيف تعيش اليوم؟ هل أنتَ في الربِّ؟

لم يفعل العليُّ شيئًا معقَّدًا. على سبيل المثال، عندما يوجِّهنا إلى عدم ارتكاب الزِّنا (مل19:10)، فقد فعلَ ذلك من أجلِ مصلحتِنا. الشيءُ نفسه ينطبق على أيِّ خطأ آخر، على سبيل المثال مع الكسلِ، الذي كان سيِّدًا لكثيرٍ من النَّاس. لدينا وقت واحد فقط لنجد الآب في هذه الحياة، وهذا الوقت هو الآن. غيّر طريقتك في خدمة الله لكي تكمل محبَّته فيك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز