رسالة اليوم

27/10/2021 - عَبِيدُ الْفَسَادِ

-

-

PPوَاعِدِينَ إِيَّاهُمْ بِالْحُرِّيَّةِ، وَهُمْ أَنْفُسُهُمْ عَبِيدُ الْفَسَادِ. لأَنَّ مَا انْغَلَبَ مِنْهُ أَحَدٌ، فَهُوَ لَهُ مُسْتَعْبَدٌ أَيْضًا! (بطرس الثانية19:2)

الأشخاصُ الذين يَخدمون الشَّيطان لديهم روحه الدَّنيئة في داخلهِم، وبالتَّالي لا يستطيعون مساعدة أحدٍ حتى لو أرادوا ذلك. الصِّراع من أجل البقاء لأولئك الذين لا يؤمنون بيسوع ليس بالأمر السَّهل. الأمراضُ ومشاكل الأشخاص ذوي النَّوايا السَّيئة والمُضطربين وضغوط العدوِّ تجعلهم يستسلمون. إنَّ المُقيَّدين والمُمتلكين من قِبل قوى الظَّلام لديهم صراعٌ أكبرَ بلا حدودٍ من الذين تمَّ خلاصُهم.

أمّا الذين ينتمون إلى العليِّ فلديهم الرُّوح القدس (يو26:14)، وحتى عندما يقتربون من فِعل الخطيئة، يعودون إلى الوراء ويتوبون، ويدخلون إلى الحَضرة الإلهيَّة ويبكون سائلين الرَّحمة. يجب أن يكون هذا الجانب وحده كافيًا للنَّاس كي يطلبوا الربَّ لكي يتحرَّروا من الشَّر المُنتشِر. ليس هناك ما هو أسوأ من ألمِ الضَّمير بسببِ ارتكاب الشَّر تجاه أحدٍ من النَّاس.

في أيِّ موقف حزينٍ، قد يتذكَّر هؤلاء الأشخاص الأيَّام الجيِّدة التي استخدمَهم الله فيها، فيحاولون تقديم المُساعدة، لكنَّهم لن يتمكَّنوا من القيام بذلك، لأنَّهم في الخطيئة، ولن يتمكَّن الآبُ من استخدامِهم. من ناحية أخرى، سيفعل الشَّيطان كلَّ ما في وِسعِه لعرقلة استخدام هذه النُّفوس ضدَّه. الشَّخص الذي يعرف الحقيقة، ولكن لا يستطيع فِعل أيِّ شيء، يعاني كثيراً. الشُّعور بالعَجز بالنِّسبة للذين استخدمهم العليُّ كثيرًا هو شعورٌ مؤلمٌ للغاية.

لن يتمكَّن عبيدُ الفساد من مساعدة شخصٍ ما إلَّا إذا كانت لديهم الشَّجاعة لطلب الربِّ وتصحيح الأمور معه. عندما يطلبون المَغفرة عن الذُّنوب التي اقترفوها ويتركون طريق الشَّر، يُصبحون أدواتٍ في يَدِ العليِّ مرَّة أخرى. أولئك الذين يطلبون المُساعدة من مسيحيٍّ يقترف الذُّنوب يضيِّعون وقتهم. يُمكنك معرفة ما إذا كان الله يستخدم الشَّخص مرَّة أخرى عندما لا يطلب أو يلمِّح، بأيِّ شكلٍ من الأشكال، أنَّه يجب أن يُكافأ على أيِّ إنجاز.

حياة الذين تخلُّوا عن الآبِ السَّماوي حزينة ومؤلمة للغاية. لا شيءَ يسير على ما يُرام بالنِّسبة لهم. هم يَفشلون في كلِّ شيء دائماً. لا توجد أبوابٌ يُمكن أن تتجنَّب دخول الشَّياطين إلى منزلٍ هؤلاء الأشخاص، وبالنِّهاية، عندما يَحينُ وقتُ مغادرتهم، ستكون لحظة مؤلمة للغاية. والأمرُ المُحزِن أنَّهم سوف يسيرون نحو العقابِ الأبدي مع كلِّ الذين رفضوا الخلاصَ (متى42:13). يا لَها من نهايةٍ حزينةٍ!

لقد عادَ الكثيرون ليكونوا خدَّامًا للعدوِّ، بينما آخرون يَسيرون في طريقِهم أيضًا لخدمة الشَّيطان. يُمكنهم الاستمرار في خدمة من لا يتخلَّى عن خدَّامه المُخلصين (مز 37، 28)، لكنَّهم فضَّلوا العيشَ في الخَطيئة. بدلاً من حِضنِ الربِّ المُحبّ، سوف يتواجهون مع كراهيَّة الحيَّة القديمة. أولئك الذين يَضلُّون يفقدون كرامتهم ويعانون من الدَّمار في حياتهم وعائلاتهم دون أن يتمكَّنوا من فِعل شيءٍ

امتحن ذاتك كيف تعيش اليومَ. لا تدع الكذَّاب يخدعَك بعد الآن (يوحنا 44:8ج). اتَّخِذ القرارَ الأنبل، وابتعِد عن العدوِّ. اختر أن تكونَ شخصًا صالِحًا، خادمًا للعدالةِ الإلهيَّة. دَع خِطط القدير تتحقَّق فيك، وبعد ذلك، لن تحقِّق الإرادة الإلهيَّة فحَسبْ، بل لن تكون تحت توجيه الكذَّاب أيضاً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز