رسالة اليوم

25/10/2021 - عندما تكون في الرُّوح

-

-

كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ، وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتًا عَظِيمًا كَصَوْتِ بُوقٍ (رؤيا10:1)

أن تكونَ في الرُّوح هو أن تكون في أفضل لحظات إيمانِك. عندما يحدث هذا، يُمكنك أن تعبدَ الله بالطريقة التي يجب أن تصلِّي بها كعملاقٍ. لا يهمَّ كثيراً كم مضى من الوقتِ على نوالِك الخلاص، ولكن الأهمَّ هو طاعتك للوصايا ببساطة. السِّر هو أن تكون في الربِّ- الذي هو روحٌ- وأن تفعل ما يأمر بِه. أولئك الذين لا يُجاهدون لإطاعة الوصايا الإلهيَّة قد يظنُّون أنَّهم أذكياء، لكنَّهم يتصرَّفون مِثل الحَمقى.

بعد أن علَّمَ الرَّسول بولس الإخوة في أفسس كيفيَّة الاستعداد لمعارك الإيمان، أخبرَهم وجوبَ الصَّلاة دائماً، بكلِّ طلبة وتضرُّع بالرُّوح، وأن يكونوا يقظين بكلِّ مثابرةٍ وتضرُّع لجميعِ القدِّيسين. (أف18:6). عندما تكون صلاتك بتسليمٍ للعليِّ. تحصل على الاستجابة. وعندما تغمرُ المَسحة حياتك، تُفكِّر وتتصرَّف مثل يسوع عندما كان في وسَطنا.

نُقِل الرَّسول يوحنَّا إلى جزيرة بطمس عندما شاخَ. ولكن لأنّه كان في الرُّوح في يوم الربِّ، فقد تمكَّن من سماع صوتٍ عالٍ مِثل البوق. أحيانًا يتكلمّ الله بهدوءٍ في قلوبنا. في أوقاتٍ أخرى، يستخدم طريقة مختلفة لنقلِ إرادته. الأهمُّ هو أن تكون في الرُّوح، لأنَّك حينئذٍ ستكون قادرًا على الاستماعِ إلى كلِّ ما يقوله. أولئك الذين يعيشون وفقًا لِما هو طبيعي - في الجسَد- لن يتمكَّنوا من الاستماع إلى الصَّوت الإلهي.

اطلب العمقَ مع الربِّ، مُستمِعاً إلى كلمتهِ مُصليّاً. كلَّما شعرتَ بالفرح في داخلِك، فهذا يعني أنَّ الله يزورك. في هذه اللَّحظة، أنتَ في الرُّوح. فلا تدع شيئاً كعائقٍ يأتي أمامَك. علاوةً على ذلك، انتبِه، لأنَّه سوف يكلِّمك. عندما تفهم ما يقوله اللهُ لك، فهذا يعني أنَّك ستكون مستعدًّا ليستخدمك في كلِّ ما يُقال لكَ.

تحدَّث بولسُ عن سرّ التَّقوى العظيم: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ (1تيموثاوس 3، 16). بصراحة أنا لا أفهم ما يعنيه هذا- تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ- ولكن بلا شكّ أنّه أمرٌ جيّد وهام. إذا أعطاني الربُّ يومًا ما فهمًا لِما يعنيه هذا، فسوف أنقل المعلومات لشعبي. نظرًا لأنَّه لغزٌ، لا يُمكن للعقل البشري أن يفكّ شيفرته. فقط العليُّ يستطيع أن يُعطينا الوحي.

عندما كان يوحنا في الرُّوح، رأى عرشًا ثابتًا في السَّماء. كما رأى الجالس على العرش. عندما نكون في الرُّوح، سنرى أشياءً كثيرة سيُظهرها إلهُنا لنا. إذا لم تكن أشياءٌ يُمكننا رؤيتها بالعين المجرَّدة، فسنراها بقلوبنا، لأنَّ الربَّ يعرف كيف ينقل رسالته.
إذا أُخِذنا إلى البرّية، بالرُّوح، سنرى جانب الخطيئة، والشَّيطان يستعدُّ للحرب- كِلا المعارك اليوميّة والنِّهائية. ولكن الأفضل هو أنَّ يوحنا رأى أورشليم الجديدة، مدينة الملك العظيم. كلُّ الوحي الإلهيّ هامٌّ بالنِّسبة لنا، لكن يجب أن نكون في الرُّوح لنفهم ما يُمكن أن نتعلَّمه منه.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز