رسالة اليوم

03/11/2016 - يُحذِّرُكَ الرَّبُ مِنَ الرِّياءِ

-

-

فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: يَا مُرَائِي أَلاَ يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ حِمَارَهُ مِنَ الْمِذْوَدِ وَيَمْضِي بِهِ وَيَسْقِيهِ ؟ (لوقا 13: 15).

الرِّيَاء مَوجُود مُنذُ زَمَن، والأشَخاصُ المُرائون يَهتمُّون بِمَصَالِحِهِم الشَّخصِية فَقط، وآخَرونَ يَتركونَ العَدّو يَقُودَهُم. وإذا كَانَ بإمكانهم رعَايةُ المَاشيةِ فِي يومِ السَّبْتِ، لمَاذا لمْ يَهَتَمّوا بَالمُتألمِينَ الَّذينَ كَانوا بَيْنَهُم فِي ذَلكَ الوَقت ؟ إنّ الشَّخصَ المُرَائِي قليلُ الفَهمِ ونَوايَاهُ سَيّئةٌ، لكنَّ الَّذي مِن الرَّبِ، يَفهمُ الكَلمةَ كَمَا يَعَنِيهَا الرَّب، ولا يُقيَّد بالعَقائدِ الدِّينيةَ التي تَؤذيهِ وتُؤذي الآخَرين.

يَتحَكّمُ الرّياءُ في المُجْتمعاتِ اليَوم. وَكلمةُ مُرائي فِي الُلغةِ اليونانيةِ، تَعني مُؤلّف - شَخصٌ يُمثل دَوَراً ليس دَوَره - وكَان الرَّبُ يَسوع يَستعمِلُهَا ضِدَ الْفَرِّيسِيِّينَ، وفيما يَبدو أنَهُم كَانوا حَريصِينَ جِداً عَلى حِفظِ الشَّريِعةِ، أكَثرَ مِن العَمَلِ بِهَا (متى 23: 13).

هُناكَ مَن يُرائي مِن أجل أغراضٍ شخصيةٍ، وهَؤلاء مُحْتالون حَقيقيّون. فهُم يُعلّمونَ شيئاً ويَعيشونَ شَيئاً آخر. واليَومَ يُمكننَا رؤيةَ العَديدِ مِنهُم فِي كُلّ مَكان، كَثيرٌ مِنهُم يَعَمَلونَ فِي السُّلطة، ويُلْقُونَ الخُطَبَ المُؤثِرةَ للدِّفَاعِ عَن الأدب والأخلاق، والذي يَعَرِفَهُم يَعلَمُ جَيداً أنَ كُلّ مَا يُجَاهِدونَ ضِدّهُ هَو مَا يُمارسونهُ تَماماً في حَياتِهم . أمَّا النَّوعَ الآخَر فَيتركُ العَدوَّ يَقُودُه ويُمارسُ الرّيَاء دُونَ أي مَنَافعْ شَخصِية.

لقد عرفَ اليَهُودُ الشَريعةَ بَالفهمِ البَشري. وكَانوا يَمنعونَ الشَّعبَ مِن فِعْلِ أيّ شيءٍ في يَومِ السَّبْت، لأنّهُ يَومُ عُطلة. ولكنْ، كَمَا قَال لهُم يَسوع، إنّهُم في السَّبْتِ يَحِلّونَ الحِمِار أو الثّورَ ويأخذُوهُ لشُربِ الماء (لوقا 14: 5). فإن كَانوا يَسْتطيعونَ عَملَ الخَيرِ للحَيوانِ، لمَاذا يَلومُونَ الرَّب يَسوع لِفعلِهِ الخَيرَ لإنْسَانٍ في ذَلكَ اليَوم؟ وهُم يَعْلمُونَ أنَّ قِيمةَ الإنْسَان أعَظَمُ مِن قيمةِ الحَيوان، لكِنَهُم لمْ يُفكّروا في هَذا.

لا يَفهمُ المُراؤون كَيفَ يَتصرّفُ الأشَخاصُ الطَبيعيّونَ، لأنَهُم يَنظرُونَ وِفقاً لِمَصَالِحهُم الشَّخصية. بَالنّسبةِ لهُم الأهَمُ هَو أن يَكونوا مُقيّدينَ بِقانونٍ بَدلاً مِن أن يَمدوا يَدَ المُسَاعدةِ لشَخصٍ يُعاني. ومَهمَا كَان الإنْسَانُ مُحتاجاً، فَهوَ يَستحقُ أن نَعْتني بهِ ونُساعِدَهُ فَوقَ أيّ قَانون. عَلاوة عَلى ذَلكَ، يَجبُ أن نَفهَمَ كَلمةَ الرَّبِ كَمَا يَقولُهَا الرَّب. وأن نَتمثّلَ بالرَّبِ يَسوع فِي كُلّ شيءٍ.

لقد كَانوا يَسُوقُونَ الحَيوانات لِتشَربَ المَاء يَومَ السَّبْت كي لا تَمُوت ويَخْسَرونهَا، فَكَم بِالحَريّ حَياةُ الإنْسَان؟َ

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز