رسالة اليوم

24/10/2021 - أعضاءُ جسَد المَسيح

-

-

وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا (كورنثوس الأولى27:12).

نعمة الله جميلة جدَّاً! يَجدر بنا أن نتذكَّر أنَّنا قبل أن نتغيَّر، كنَّا خدَّامًا للشَّيطان وعِشنا وفقًا لإرادتِه (أف8:5). عندما دعانا الربُّ إلى ملكوته، سامحَنا، وأكدَّ لنا أنَّه لن يذكر ما فعلناه في زمن جهالتنِا (أعمال الرُّسل30:17). لقد ترك لنا وصيَّة عن الطريقة التي يجب أن نعيشَ بها، وعلَّمنا أن نتعامل بلطفٍ مع جميع النَّاس، وخاصَّة مع أهل الإيمان (غلاطية 6، 10). لذلك، لن يتمَّ إلقاء أخطائنا في وجهنا: لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ (إرميا 31، 34).

المُخلَّصون الذين عادوا إلى الخطيئة هم في مأزقٍ. بالنِّسبة لهم، حتى أخاهم في المَسيح أو قريبهم، فهو يخدم ليُعطيهم مِنَّة فقط، وفي حالات أخرى، ليحقِّق لذَّة معيَّنة. لكن الذين يثبتون في الإيمان بيسوع لا يتصرَّفون بهذه الطريقة أبدًا. خادم الله الذي يستسلم للخطيئة سيُرمى بعيداً ولن يخدم شيئًا. «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ (تكوين3:6أ). لذلك، لا ينبغي أن يُسمَح للشَّيطان باستخدام خادم العليِّ.

عندما لا يحتلُّ المُخلّصون مكانتهم في جسَد المسيح، يأخذهم الشَّيطان بين يديه. عندما يفعلون مشيئة الله، يتواصلون مع الخالق. من خلال فِعل ذلك، يصبحون جزءًا لا يتجزَّأ ولا ينفصل عن جسَد الربِّ الرَّائع. حتى لو سعى الشَّيطان لهزيمتك، فلن يكون قادرًا على فِعل ذلك. منذ اللَّحظة التي يستسلم فيها الشَّخص للآب، يبدأ في تعليم واستخدام هذا الشَّخص لتحقيق إرادتهِ.

كونك جزءًا من جسَد المسيح، فأنت متَّصلٌ برأس هذا الجسَد، الربُّ يسوع. ولأنَّه أُعطِي كلَّ قوَّة في السَّماء وعلى الأرض (مت18:28)، فلن يكون هناك مرَّة واحدة يُدعى فيها وليس لديه القدرة على الاستجابة. أولئك الذين يُدركون سلطانهم في ابن الله يُرهِبون الشَّيطان. يسوع هو الرَّأس ونحن أعضاء جسدِه. لذلك يمكنك إنهاء هجمات الشَّيطان في حياتك.

ولكن عندما تهتدي إلى الله، فإنَّك تُصبح عضواً معيّناً. وهكذا ينظرُ الآبُ إلى ما نفعله لمصلحتِنا ولصالح الآخرين. فمن خلال أفواهِنا يأمر الأرواح الشِّريرة بالرَّحيل، ويقضي على الأمراض، ويقدِّم حلولاً للمشاكل. لا تتوقف عن الامتثال للدَّوافع التي يأتي بها، إلَّا إذا كنتَ تريد أن تُحزنه. يُمكنك أن تصرخ من أجل أيِّ احتياج، حسبَ إرادته، وسوف يُستجاب لك فوراً.

عرفَ يسوعُ أنَّ الآبَ فيه وهو في الآب(يوحنا30:10). فالله واحدٌ وهكذا، تحقَّقت كلُّ قراراته. وعندما تثق، سيتمُّ هذا بنفس الطريقة معك، وبالإيمان، فإنك تحدِّد الشَّيء الذي تطلبه، وسيُعطى لك وسوف يتمُّ إنجازه. بما أنَّ الله ليس عنده محاباة، فيُمكننا أن نؤمن بأنَّ كلَّ الوعود الموجودة في الكتاب المقدَّس هي حقٌّ لنا.

لا تنتظر سِحراً، أو زيارة ملاك، أو رؤية لا يُمكن تفسيرها، أو أيِّ مظهرٍ إلهيٍّ آخر خاصٍّ بك. ما توجَّب على الربِّ أن يُعبِّر عنه، قد فعله حقاً من خلال كلمته. عندما تفهم أنَّ الوعد الكتابي يخصُّك، في نفس اللَّحظة، يمكنك ويجب عليك المُطالبة به، وهكذا تؤمن أنَّه قد مُنح لك بالفعل.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز