وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ. (رومية9:8)

يجبُ أن يعرفَ جميعُ المَسيحيين أنَّهم ليسوا في الجسَد. فإذا عرَفوا ذلك، لن يستطيعَ الشِّريرُ أن يخدعَهم. أولئك الذين هم في الجَسَد يرونَ الأمورَ الدُّنيويَّة على أنَّها تحدٍّ يصعبُ التَّغلب عليه. أمَّا الذين هم في الرُّوح لا يخافون محاولات الشَّيطان، لأنَّهم يعرفونَ أنَّهم في المَسيح أكثرَ من منتصرين (رومية 8، 37). هذا الإعلانُ ليس شِعارًا دينيًّا، بل صرخة حربٍ لأبناء الله كلَّما هاجمتهم قِوى الشَّر.

إنَّ مكانة الشَّخص المُخلَّص هي مكانة التفوُّق الكامل على أيِّ نوعٍ من الإغراء. ولكن مُعظم النَّاس لا يعرفونَ هذا. وهو سببُ الكثير من العَثرات في عملِ الربِّ، والكثير من الهزائم في حياة المُخلَّصين. يقع المَسيحيُّون في الخطيئة، ويُصبِحون مديونين، غيرَ ناجحين، ويعانون من كلِّ أنواع الاعتداءات في النَّفس والجَسَد والرُّوح لأنَّهم لا يفهمون ما هي مكانتهم.

ستتغيَّر حياتك تمامًا عندما تفهم مقامَك الجديد الذي ضَمِنَه يسوعُ لك
عندما يُكمِلُ المسيحيُّ عمليَّة الخلاص- التي تبدأ بالتَّوبة، ثمَّ معمودية الماءِ، وأخيراً بمعمودية الرُّوح القُدس- يكون مستعدًّا للنُّهوض ضدَّ إبليس وأعوانِه وطردِهم من حياتِه. كما يجب عليه أن يُطالب بطردِ أعمالهِم أيضًا. في هذه اللَّحظة، انتبِه إلى المنطقة التي هاجمَ فيها العدوُّ حياتك وادخل في المَعركة لتحريرِ نفسِك من كلِّ هذا الشَّر. الله سوف يُكرمك!

الرُّوح القدسُ ليس سحابةٌ عابرةٌ في العالم لتمسح وتقوِّي أبناءَ الله. إنَّه يسكنُ فيك، وهو داخلَ كيانك، ولا يُمكِن لأحدٍ أن يُخرجَه منك. بما أنَّ الكثيرَ من النَّاس لا يعرفونَ هذا، فإنَّهم يَنخدعون بأكاذيبِ الشِّرير، فيُضطهدون بالأفكار القذرة والسَّلبية، والأمراض، والبؤس، وكلّ الأسهم الملتهبة الأخرى التي تأتي من الشَّيطان لتُعيقَ انتصاركَ.

إذا لم يكن لديك الرُّوح القدس بداخلك، فأنتَ لم تخلُص بعد. من لم يَخلص الآن لن يخلُص عندَ عودة يسوع. من الضَّروري أن تفحصَ أفعالك وأفكارك وما تفعله لله. لا تلعب بخلاصِكَ الأبدي. لا تدع سِحرَ الخطيَّة يقودك، ففي النِّهاية سيَشهد عليك كلُّ ما يخصُّ الشِّرير. أولئك الذين ينفصلون عن المَسيح يظلُّون تحتَ سُلطان الشِّرير.

أمرٌ خطِرٌ جدّاً أن تمشي بدون خلاصٍ وبدون حمايةٍ إلهيَّة. إرادةُ الشَّيطان أن يَهزمك بحيَلِه، فيحطِّم حياتك تمامًا. ليس حسناً أن تدعَ الخطيئة تحيا في داخلِك، فهي سفيرٌ للجَحيم. عندما تُخطئ، تفقد الحضورَ الإلهيّ وتُدان بالعذابِ الأبدي. اليوم هو يومُ تصحيح الأمور مع الربِّ والامتلاء بالرُّوح القدس.

لا تبقَ في الجسَد. اطلب حضورَ الرُّوح القدس. إذا لم تتكلم بألسنةٍ لفترة طويلة، أو إذا لم تتكلَّم مُطلقًا، وإذا لم تصلِّي حتى تنهمِر الدُّموع على وجهِك، فقد حانَ الوقتُ للانفتاح على الربِّ والسَّماح للنِّعمة الإلهيَّة أن تسكن فيك بوفرةٍ. أنت سيِّدُ مستقبلك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز