رسالة اليوم

19/10/2021 - سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ

-

-

لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ! (رومية17:5)

عند كتابة الرِّسالة إلى أهل رومية، قالَ بولسُ أنَّ الموتَ سادَ على العالم حتى موسى. لابدَّ أنَّه كان وقتٌ صعبٌ على البشريَّة، حيث تصرَّف الشَّيطان بصفتِه صاحبَ السِّيادة على الأرض. لم يكن من السَّهل على إبراهيم ألَّا يتدنَّس، ولكن بما أنَّه كان رجلُ إيمانٍ، فقد حافظَ على طهارتهِ، وبسببِ ذلك سَمِعَ صوتَ الله. بنفسِ الطريقة في وقتنا الحاضِر، مع الكثير من الدِّعاية القائمة على الشَّهوانية، فقط الذين يستخدمون الإيمان يُمكنهم أن يظلُّوا طاهرين.

يُمكن للإنسانِ أن ينالَ البركة إذا تمَّم جميع الوصايا بحسبِ النَّاموس، وهذا كان أمراً مستحيلاً. أولئك الذين جاهدوا وتمكَّنوا من العَيش وِفقًا للنَّاموس وصَلوا إلى النِّعمة. كان النَّاموسُ صالحاً، ولكن نظرًا للظروف التي عاشَ فيها البشرُ- منفصلين عن الله- اجتهدوا لحِفظ النَّاموس، فأرضى الكثيرون الله، وهكذا تمكَّنوا من تحقيق أعمالٍ مذهلة بفضل القوَّة الإلهيَّة.

مع وصولِ النِّعمة التي أتى بها الربُّ يسوع، ومن خلال الحقِّ تغيَّر كلُّ شيءٍ للبشرية. هذا ما يجب فِعله حتى يتمكَّن الإنسانُ من أن يملِك في الحياة. ومع ذلك، فقد نجحَ الشِّرير على مرِّ القرون في حَملِ البَشرِ على طاعتِه ووضعِ سِلسلةٍ من الأنظمة أيضاً حتى لا يَستخدم النَّاسُ قوَّة الربِّ. ولكن بالنِّعمة، الأمرُ متروكٌ لكلِّ شخصٍ كي يتَّخذَ قرارَه.

انظر إلى الكلمة، فهي تتحدَّث عن الذين ينالون نعمةً وفيرةً. قالَ يسوعُ أنَّ الذين يطلبون ينالون (يوحنا24:16) لذلك، لا تكُن محدوداً عندما تطلب من الله ولا عندما تأخذ منه. أعلنَ السَّيد أنَّ كلَّ ما نطلبه باسمِه سوف يُعطى لنا (يوحنا13:14). إذن، اطلب أن تُعطى نعمةً وفيرةً. لماذا تنتظر أن تكون سعيدًا في الأبدية، مادام يُمكن أن يحدثَ هذا هنا أيضًا.

صدِّق أنَّك تلقيتَ نعمةً وفيرةً، وعليك التمسُّك بها، افهم أنَّها مسؤوليتك في تلقِّي ما تطلبه، لأنَّ الله لا يفشل في الاستجابةِ للطلبات المقدَّمة باسم يسوع. لا تضيِّعوا ما أعطاهُ الله القدير، وهكذا تتبوؤوا مكانتكم في المسيح. يُرجى ملاحظة أنَّ الشَّخص الذي ينال القليلَ من نعمة الله لن يملكَ في الحياة، بل الذين ينالونها بوفرةٍ فقط.

لقد أكملَ اللهُ عمله فعلاً، لنكون أصحاب السِّيادة في جميع مجالات الحياة. لذلك، لا تقبل أن تعيشَ بأقلِّ من هذا، وطالما يريدُ الربُّ أن يعطيك المزيدَ. فلا داعي للبكاء والتوسُّل من أجل شيءٍ يخصُّك بالفِعل. في المسيح كلُّ شيء لك. ومع ذلك، ستبقى فارغاً إذا كنتَ كسولًا. بالنِّعمة لديك أكثر ممَّا تحتاج. لذلك كُنْ حازِمًا وشُجاعًا وجريئًا في المُطالبة بما هو لكَ والتَّمسُّك به.

يجب استخدام المواهب المُعطاة. لا تكم ثورًا دارساً (1تيموثاوس18:5). يجب أن يتمتَّع الفعلة بالثِّمار أوَّلاً. قرِّر من الآن فصاعدًا، أنَّك ستتَّمتع بكلِّ ما يخصُّك لأنَّك جزءٌ من العَهدِ الجَديد.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز