رسالة اليوم

16/10/2021 - كلمة للفجَّار

-

-

هذِهِ صَنَعْتَ وَسَكَتُّ. ظَنَنْتَ أَنِّي مِثْلُكَ. أُوَبِّخُكَ، وَأَصُفُّ خَطَايَاكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ. (مزمور21:50)

الفاجرُ هو شخصٌ متديِّن يبدو أكثرَ روحانيَّة من الَّذين نالوا الخلاص. ومع ذلك، لا جَدوى من تكرار تعاليم الكتاب المقدَّس وتلاوة وعود العهد الجَديد باستمرارٍ. إنَّ عدم احترام كلمة الله، والرِّغبة في ممارسة الأشياء التي يدينها الكتابُ المقدَّس وممارستها، تجعله شخصًا شرِّيرًا. من يتصرَّف بهذه الطّريقة يجب أن يستيقظ، لأنَّ دينونة اليوم الأخير ستكون بلا رحمةٍ. اِحذر! العقوبة ستكون أبديَّة. لذلك عليك التَّحقق من مواقفك لئلَّا يندِّد بك كشرِّير. والذين لا يأخذون في الاعتبار الطَّريقة التي يجب أن يعيشَ بها الشَّخص الذي نالَ الخلاص يُحسبون هالكين بالتَّأكيد.

الشَّخصُ الذي لا يستجيب لِما منحَه الرُّوح القدس له من فهمٍ كتابي، يستبعدُ نفسَه من شعبِ الله. أسوأ ما يُمكن أن يحدثَ لهذا الشَّخص هو أن يسمح لعقلِه أن ينحرف باتِّجاه أشياء هذا العالم. إذا كنتَ لا تستطيع العودة إلى الإيمان، فأنتَ في براثن العدوِّ فعلاً.

كم مرَّة وعدتَ أنَّك ستصحِّح الأمور، لكنَّك لم تفعل شيئًا؟ من خلال التصرُّف بهذه الطريقة، فإنَّك تخاطر بمستقبلك الأبدي. والعلامة على أنَّك لم تَعُد تمشي مع الله هي أنَّك تشعر بالسَّعادة لمأساة شخصٍ ما أو تحاول تبرير حقيقة ارتكاب شخصٍ ما لفعل الزِّنا مثلاً. إنَّ روح الضَّلال هو الذي يقودك عندما لا تتَّفق مع الكتاب المقدَّس. وإذا كنتَ لا تشعر بالرِّغبة في الصَّلاة، فقد انضممتَ إلى الجماعة الذين يُمارسون الإثم.

عندما يدعمُ الشَّخصُ أيَّ عَملٍ مُدانٍ في الكتاب المقدَّس، أو عندما يُلقي بظلال من الشَّك على المحظورات الكتابيَّة، يُثبتُ هذا الإنسانُ أنَّه ليس لديه روح الله. حاول الابتعاد عن نصيحةِ هذا الشَّخص لأنَّ لسانَه غادرٌ. هناك حقيقة أخرى مثيرة للاشمئزاز يمارسها الفاجرُ عندما يَسعَد في الحديث عن شخصٍ ما أو الافتراء على أحدِ أعضاء الكنيسة. بالنِّسبة للأشرار، إذا انحرفَ الشَّخص الآخر عن الله، فهذه مشكلته، لأنَّ الربَّ سيُرسل آخر ليحلَّ محلَّه.

وهل سيبقى القديرُ صامتاً إلى الأبد أمام الانحرافات التي يخترِعها هذا الإنسان؟ الشَّخصُ الفاجرُ مخادعٌ ويحب أن يخدعَ الجميع في أحاديثهم. يُفسِد الإنسانُ عائلته وعندما يرى الشَّر قادمٌ إلى منزله يلوم الله على عدم حفظه أفراد عائلته. يَعتبِر الفاجرُ نفسَه حرٌّ من عدم إطاعة وصايا الربِّ. إذا سقطَ، سيلوم الذين لم يَعتنوا به دائماً.

سيُظهِر الآبُ للذين يمارسون الفجورَ أنَّ خَيارَ المعاناة كان خيَارهم. سيتمُّ شرح كلّ الأشياء بالتَّفصيل. لكن قبل مجيء الدَّينونة، سيكتشفُ هؤلاء النَّاس أنَّهم وحدهم المسؤولون عن مصائبِهم لأنَّهم أسلَموا أنفسَهم لروح الكذِب. لن يكونَ ألمُ الأشرار عظيماً في الأبديَّة فحَسبْ، لأنَّهم هنا على الأرض أيضا سيمرُّون بلحظاتٍ من المُعاناة الرَّهيبة.

ومع ذلك، يدعوهم الربُّ إلى الإيمان. القديرُ لا يرغب في المعاناة الأبديَّة التي سوف يكابدونها، لكنَّه يحثُّهم على أن يأخذوا في الاعتبار ما هو مكتوب. الحقيقة أنَّهم تركوا الشَّيطان يخدعَهم. وفي يوم من الأيَّام، سوف ينكسروا بطريقةٍ لن يكون علاجٌ لها. لذلك، إذا أزعجتك هذه الرِّسالة، فارجع إلى الله.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز