رسالة اليوم

14/10/2021 - العَملُ الهامّ

-

-

فَإِذًا حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ، وَلاَ سِيَّمَا لأَهْلِ الإِيمَانِ. (غلاطية10:6)

السَّاعة التي تشير إلى انتهاءِ عملِنا تقتربُ من الدَّقات النِّهائية، وعندما تحينُ اللَّحظة، سيبوّق البوقُ الأخير (1 كو52:15). لذلك، لن تُتاح لنا الفرصة لفعل الخيرِ فيما بعد ولن ننقلَ الخبرَ السَّار إلى القلوب. القادة الدِّينيون الذين أنكروا الربَّ يسوع سيُصابون باليأس، لأنَّ تعليمهم الباطل سوف يَنكشِف. ولكنَّ الذين وُلِدوا من جديدٍ سيفرحون فرحاً عظيماً لأنَّهم اختاروا المشاركة في ملكوت الله.

من بين المخلّصين، سيُصاب الكثيرون باليأس لأنَّهم لم يثبتوا بالنِّعمة التي أعطيَت لهم. عندما تلقَّينا هذا الفيض من الحبِّ الإلهيِّ، تمَّ تأهيلنا للقيام بالعملِ بنفسِ الطريقة التي قامَ بها يسوعُ. ولكن بسببِ هموم هذه الحياة، وسِحر الغِنى والطَّمع، صارت الكلمة المُرسلة إلينا بلا جدوى، وبالتَّالي لم نقدِّم الفائدة للضَّالين ولم نخدم ملكوت الله.

لقد أوشكَ وقتُ عمل الخير على الانتهاء. لن نجدَ شخصاً مقيَّداً يحتاج للتَّحرير في السَّماء، ولن نجدَ مرضى يحتاجون إلى الشِّفاء. يجب استخدام مواهب الرُّوح القدس الآن، ربَّما لا نُمدَح بسبب إهمالِنا للمواهِب التي أعطيَت لنا للخدمة عندما يأتي اليومُ العظيم (متى 25: 14-46). لماذا الجريُ وراء السَّراب؟ الَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ (دانيال 12: 3).

يجدُ كلُّ شخصٍ نالَ الخلاصَ بيسوع في الكتب المقدَّسة تعاليم فِعل الخير، لأنَّه نقلنا بعيدًا عن قوَّة الظلمة وزوَّدنا بقوَّته حتى نقومَ بعملِه (كولوسي13:1). وضربَ لنا السَّيد هذا المِثال فلا عذرَ لنا يومَ الدَّينونة. وأولئك الذين فضَّلوا السَّير في الخطيئة سيندمون بالتَّأكيد، لكنَّ الأوان سيكونُ قد فات.

يقولُ الكتابُ المقدَّس بوجوب الامتلاء بالرُّوح القدس (أفسس18:5)، ولكي يحدث ذلك علينا أن نتضرَّع من أجل ذلك، وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا، اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ (لوقا 11: 9 ، 10). لا عذر لأحدٍ، ولا حتى إذا كان عليك رعاية والديك على مدار 24 ساعة في اليوم. لا تنخدع، لأنَّ الكلمة التي أعطيت لك تجلبُ معها القوَّة لفِعل ما أعلنته (إشعياء11:55). احذر لئلَّا تُلام على ما ائتمِنتَ عليه وفقدته.

لا يوجد عملٌ أعظم ينبغي إنجازه من القيام بما علَّمنا إيَّاه يسوع- حسنًا- لأنَّ الذين يتبعون خطوات السَّيد سيُكافئون. لا يهمَّ مَن وأين ومتى. عندما تشعر بدافعٍ إلهيٍّ، اذهب وحرِّر الضَّالين وقُدهم إلى بيتِ الآب. بالنِّهاية، وحده من وُلِد من جديدٍ يُمكنه أن يَلِدَ أبناءً روحيين. هم ميراثُ ربِّنا. لا تدع العدوَّ يخدعك، لأنَّه لا يستطيع أن يقوم بالعمل.

لقد مُسِحتَ لتبشير المَساكين، وشفاء منكسري القلوب، وإعطاء البصر للعُمي وتحرير المظلومين، وإعلان سنة الربّ المقبولة (إشعياء 61: 1-3). يتوقَّع الآبُ منك أن تتمِّم الوصيَّة التي أُعطيت لك؛ لذلك لا تتجنَّب فِعل الخير للذين يحتاجونه، لأنَّ فضيلة تحرير المظلومين في أيديكم.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز