قوة الإيمان

يجب أن نعتمدَ في الماء والرُّوح القدس بعد قبول يسوع كمُخلِّص، لأنَّ العمل لا يكتمل دون هذا الغطاء. يكون المسيحيُّ فارغًا وعاجزًا دون هذه المَسحة الخاصَّة حتى لو كانت لديه أفضل النَّوايا، بدون التَّمكين القادم من العليِّ، لن يكون قادرًا على عملِ الله بطريقةٍ كاملةٍ. افعلْ كلَّ ما بوسعِك حتى تمتلئ بالرُّوح القدس.

أمرَ يسوعُ التَّلاميذ بالبقاء في مدينة أورشليم حتى يعتمِدوا بالرُّوح القدس القادم من العليِّ (لوقا 24، 49). عرفَ الربُّ أنَّه إذا افتقرَ تلاميذه إلى هذه المعمودية، فلن يكونوا قادرين على الاستماعِ إلى تعاليمِه ولن يُدركوا إرشاده لهم في الطريق. وبالتالي يكونوا خاضعين لرغبات العدوِّ بدون هذهِ القوَّة. فقط أولئك الذين ينالون المَسحة السَّماوية يُمكنهم أن ينجحوا في الإيمان بالمَسيح.

لا توجد طريقة يُمكننا من خلالِها الاستعداد للقيام بعمل الله- سواء كنَّا خدَّام الإنجيل أو أشخاصاً غير معروفين- إذا لم يكن لدينا القوَّة التي تأتي من الرُّوح من خلال المعمودية. ففي المعمودية تتمُّ عملية التَّغيير. بعد أن تولد من جديدٍ، عليك أن تطلب وتتوسَّل ولا تستسلم حتى تعتمد بالرُّوح. إذا استغرقَ الأمرُ وقتًا طويلاً، فالعائق ليس من العليِّ بالتَّأكيد.

اِعلَموا هذَا من خلال المعمودية في الماء: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ (رومية 6.6). ومن خلال المعمودية بالرُّوح القدس: يغمرُ روحُ الربِّ الشَّخصَ المُخلَّص حتى يمتلئ منه. وهكذا يحصلُ على القوَّة للقيام بنفسِ الأعمال التي قام بها يسوعُ. الخبرُ السَّار هو أنَّ الوعدَ بالمعمودية لجميع الذين يؤمنون بالربِّ المخلّص ويتحوَّلون.

بدون هذه القدرة، لن يتمكَّن أحدٌ من الذَّهاب بعيدًا. إذا لم ينلْ ابنُ الله هذه النِّعمة، فلن يتمكّن من القيام بالعمل الإلهيّ. إذا حاولَ أن يحقِّق ما يطلبه الآبُ السَّماوي، بدون قوَّة السَّماء، فلن يُنجِزَ شيئًا. العملُ الذي يتمُّ دون عمل الرُّوح القدس هو عملٌ ناقصٌ، حتى لو بذلَ الشَّخصُ كلَّ جهدَه. الرُّوح هو الذي يُرشدنا إلى كلِّ الحقّ ويعلِّمنا الطريق والوقت المُناسب لتنفيذ ما أُعطِي لنا للقيام بهِ.

كلُّ من يخلو من روح الله معرَّضٌ لخطر الامتلاء بالأرواح الشِّريرة. علَّمَنا يسوعُ أنَّه إِذَا خَرَجَ الرُّوحُ النَّجِسُ مِنَ الإِنْسَانِ يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ، يَطْلُبُ رَاحَةً وَلاَ يَجِدُ. ثُمَّ يَقُولُ: أَرْجعُ إِلَى بَيْتِي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ. فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ فَارِغًا مَكْنُوسًا مُزَيَّنًا. ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ، فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ، فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذلِكَ الإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ! (متى12: 43-45).

لا تعطي راحةً لنفسِك. اطلبْ حضور الله واسكبْ نفسَك واطلب من الربِّ أن يعمِّدك بالرُّوح. ليس من الضَّروري أن تطرق بابه ليلاً ونهاراً لتحصل على هذه المَعمودية لأنَّها رغبته. إذا شعرتَ أنه ينبغي عليك التَّوبة من خطيئةٍ ما، فافعل ذلك بسرعة. لكن تذكَّر أنَّه بالإيمان سوف يُستجاب لك في هذا الأمرِ وفي أيِّ طلبٍ آخر.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز