رسالة اليوم

08/10/2021 - يسوعُ يُعلن ذاتَه فيك

-

-

أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْمًا وَدَمًا (غلاطية16:1)

الله القديرُ لديه قوَّة المُبادرة. وبما أنَّه كاملٌ بكلِّ المَعاني، فهو كلِّي العِلم- يعرفُ كلَّ شيءٍ. أولئك الذين يلتفِتون إليه يتَّخذون القرارَ الأفضل. والعكسُ صحيحٌ أيضًا، فالشَّخص الذي لا ينتبه لِما يقوله الخالق سيكونُ بلا خَيارٍ جيِّد. ولو حصَلَ الشَّخص على أعلى درجةٍ في امتحانٍ بدون مساعدةٍ إلهيَّة، فلا ينبغي أن يحتفل، لأنَّه لو سمِعَ من الربِّ، لكان قد حصلَ على درجةٍ أفضل.

أولئك الذين يُطيعون الربَّ يتَّخذون قرارين يجعلانهم سعداءً للغاية: لديهم الأفضل والأشياءُ تتحقَّق. يُعطينا العليُّ الصِّيغة التي تجعلنا نعيشُ بشكلٍ لائق. لقد وعَدنا أنَّه إذا استمعنا إلى ما يكشِفه لنا، فسوف نحصل على أفضل ما في هذه الأرض (أش19:1). وبهذا الإعلان النَّبوي، سيُلاحظ الشَّخص الغير مبارك أنَّه يفتقر إلى أفضل الأشياء لأنَّه لا يستمع إلى الربِّ ولا يريد بركاتِه.

هذا الإعلانُ من غلاطية16:1 يمكن أن ينتهي بالفراغ في قلوبِ الكثيرين. علمَ بولسُ أنَّ ابن الله قد أُعلِن فيه. الآن، إذا دُعينا أيضًا لأن نكون جزءًا من جسدِ المَسيح، إذا كنَّا قد اختبرنا الولادة الجديدة وغُفِرت خطايانا، فسيظهر الله فينا أيضًا. وبالتالي، سنكون قادرين على العيشِ في أعلى مستوىً. المَسيحُ فينا هو رجاءُ المَجدِ (كولوسي27:1).

سيأتي المسيحيُّ بالمُخلِّص إلى الضَّالين من خلال الكلمات أو الأعمال إذا أعلِن المسيح من خلاله. وهكذا سيلاحظ النَّاس أنَّ هناك شيئًا مميَّزًا في حياة هذا الشَّخص، لأنَّ خادم الله هذا يتعامل مع الأشياء السَّيئة بطريقة مختلفة، كشخصٍ منتصرٍ، دون انحناءٍ للعدوِّ، وهو يعرف كيفيَّة الاستمتاع بالسَّلام، واستخدام قوَّة الآب السَّماوي في كلِّ اللَّحظات. من له الابن في حياته مستعِدٌّ لكلِّ المعارك.

لا جدوى من السَّعي لإظهار نفسِك كمنتصرٍ، لأنَّ الفائز يُظهر ذلك دون جهدٍ في جميع اللَّحظات. أفضل عظة يُمكننا إجراؤها هي الطريقة التي نعيشُ بها. فاليائس من تحقيق الخيرات التي يحتاجها، أو الذي يحاول الحصول على كلِّ شيء عن طريق التَّلاعب، ويتمسَّك بالرِّبح أو المتعة التي قد يحصل عليها في جميع الأوقاتِ، ليس لديه شركةٌ مع العليِّ.

من الأهميَّة بمكان ألَّا تستغرق وقتًا طويلاً لتقول نعم للربِّ. إذا لم تتصرَّف بسرعة، فقد تتفاجأ باختيارِه لشخصٍ آخر. لا يقنع الله أحداً أن يؤمن بما يُعلنه. صدِّق: الثِّقة به واجبٌ على كلِّ من سَمِع صوته. من قسَّى قلبه للصَّوت الإلهي فلن يدخل بالتَّالي راحة الربِّ. ولكن لماذا يبقى خارجاً طالما فتح الربُّ الباب له؟ فالذي عنده المُحاكمة العقلية السَّليمة، يقبل الكلمة سريعًا عندما تُعلن له.

طوبى للنَّاس الذين يؤمنون بآيات الكتاب المقدَّس (أمثال 13: 13). انتبه لهذه التَّفاصيل، لأنَّ الله يتكلَّم من خلالِ كلمتِه فقط. بمجرَّد أن تسمَع صوتَ الربِّ، نفِّذ الخِطة السَّماوية دون شكٍّ أو شكوى أو تعثُّر. اعلم أنَّ كلَّ النِّعم الإلهيَّة تتحقَّق عندما تؤمن.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز