رسالة اليوم

05/10/2021 - اللهُ الذي لا يفشل أبداً

-

-

وَأَمَّا أَنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي، وَسِيرَتِي، وَقَصْدِي، وَإِيمَانِي، وَأَنَاتِي، وَمَحَبَّتِي، وَصَبْرِي، وَاضْطِهَادَاتِي، وَآلاَمِي، مِثْلَ مَا أَصَابَنِي فِي أَنْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَّةَ وَلِسْتِرَةَ. أَيَّةَ اضْطِهَادَاتٍ احْتَمَلْتُ! وَمِنَ الْجَمِيعِ أَنْقَذَنِي الرَّبُّ. (2تيموثاوس3: 10-11)

يا لهُ من معلِّم! بولسُ الرَّسول لتيموثاوس ولكلِّ من تشارَك معه في الرِّسالة النَّبيلة التي كلَّفه الآبُ بها! يذكِّرهم الرَّسولُ بما علَّمَهم إيَّاه. كان لهؤلاء الرِّجال معلِّمٌ عظيمٌ في الإيمان، وبالتَّأكيد، فإنَّ الأشخاص الذين تعلَّموا من خدَّام الربِّ الحقيقيين لديهم نفس الشَّيء أيضاً. وهكذا، يكون للجيلِ القادمِ قدوةُ ومثلاً، وليس شخصٌ أنكر إيمانه.

إنَّ مثالَ خادم العليِّ هذا يدفعنا للعيشِ بطريقةٍ تجعلُ كلَّ من وُضِع إلى جانبِنا، بيد الربِّ، لئلَّا يكون لديهم أيّ تعليمٍ خاطئٍ. يحتاجُ الضَّالون إلى معرفةِ قيمةِ القداسة من خلالِنا حتى لا يتعرَّضوا للعثرة. عسى أن يكونَ الآخرون أقوى ممَّا كنَّا عليه، ليرَوا من خلالِنا أنَّه من المُثمِر والمُفيد أن نطيعَ الله دائماً.

كانت عقيدةُ الرَّسول واحدة من التَّبعية الكاملة لِما علَّمَه إيَّاه روحُ الله من خلالِ الكتاب المقدَّس. وبنفسِ الطريقة، لا يُمكن أن يكون موقفنا آخر، وإلَّا فلن نُرضي الربَّ. لا يتعيَّن علينا اختراعَ القِصَص أو الوقوعُ في الأكاذيب أو الخطايا، لأنَّ ملكوتَ السَّماوات لا يخزى بسبب أيِّ عملٍ سيِّء أو مُعيبٍ قد نقومُ به. علينا واجبٌ أن نكونَ نور هذا العَالم (أفسس8:5).

يذكر الرَّسول سلسلةً من الإجراءات التي تعلَّمَها من كلمة الله. ويؤكد أنَّ تيموثاوس تبِعه في تلكَ الفَضائل. يجبُ على كلِّ الذين علَّمَهم الآبُ السَّماوي أن يتصرَّفوا بنفسِ الطريقة. أفهمُ أنَّ هذا هو نوعُ الشَّخص الذي يحتاجه الإنجيلُ، والذي يُمكن أن يقدِّم كلَّ شيءٍ من أجلِ محبَّة الملكوت، والذي ينظر إلى يسوع في جميعِ الأوقات لأنَّه لا يستطيعُ ولا ينبغي أن يخدمَ سيِّدين.

لا يهمَّ أين نذهب أو ما يأتي نحوَنا. واجبُ خادمِ الله هو أن يخدم دائمًا، دونَ أن يدعَ الخوفَ يستولي عليهِ. بالتَّأكيد، سوفَ يُجاهِد العدوُّ لإيذائك، ولكن إذا كنتَ تنتمي لله حقّاً، باسمِ يسوع، فسوفَ تهزِمه. تذكَّر أنَّ كلَّ ما تفكِّر فيه وتخطِّط له وتفعله سيَظهر في يومِ مجيء الربِّ (رومية12:14). مادام الأمرُ كذلك فعِشْ بطريقةٍ لا تخجلَ منها.

يعرفُ الربُّ كيفَ ينقذنا من كلِّ الضِّيقات، وهو يُدرِك أنَّها جِزءٌ من تعليمِنا بلا شكّ. نؤمنُ أنَّ مكافأتنا ستكون أعظم من آلامِنا، لأنَّ العليَّ يحفظ لنفسِه العبدَ الأمينَ والتَّقي. ولكنَّ الذين يحبُّون ما يقدِّمه لهم الشَّيطان لا يستطيعون أن يخدموا الملكَ العظيم.

اتبع ما قاله اللهُ لك، لأنَّه دعاك لتكون جزءًا من ملكوتِه. صدِّق أنَّ رسالتك ستتوسَّع كلَّ يومٍ تخدمه بكمالِ ونقاءِ القلبِ. لا توجد طريقة يمكنُ من خلالِها هزيمتك إذا كنت تُنجز وصايا السَّماءِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز