رسالة اليوم

29/09/2021 - معادلة الفشل

-

-

قَلِيلُ نَوْمٍ بَعْدُ قَلِيلُ نُعَاسٍ، وَطَيُّ الْيَدَيْنِ قَلِيلاً لِلرُّقُودِ، فَيَأْتِي فَقْرُكَ كَسَاعٍ وَعَوَزُكَ كَغَازٍ. (أمثال6: 10-11)

قليلٌ من النَّوم هو كلُّ ما يريدك الشَّيطان أن تحصلَ عليه، لأنَّك عندما تنام في الإيمان تنفصل عن ملكوت الله وتبدأ العيشَ في مملكة الأهواء وبالتَّالي الآلام. يمكن للربِّ فقط أن ينيرك بشأنِ مكانتك في المسيح بمجرَّد أن تستيقظ. عندما تنفصل عن الله، تصبح عرضة لهجمات العدوِّ التي ستحدث في جميع مجالات حياتك، بما في ذلك إيمانك.

كثيرون لا ينامون في الإيمان، لكنَّهم ينامون قليلاً. بين حينٍ وآخر، يضع الشَّيطان في نفوس النَّاس أفكارًا قذرة وخيانة، فيضيعون في ضلالاتهم. من ترك نفسه للعدوِّ كي يهزمه، لا يرى ضررًا في سُباتٍ قليل، لأنَّ عينيه متعبة. حدث هذا للتَّلاميذ الذين لم يتمكَّنوا من السَّهر مع السَّيد حتى ساعة واحدة (متى 26، 40). احرص لئلَّا تنفصل عن الإيمان ولو لدقيقةٍ واحدة.

إنَّ لحظات السُّرور ضرورية ومباركة، لكن لا يجب أن نتوقف عن استخدام القوَّة التي في حوزتنا لفعل مشيئة الربِّ. عندما نكتِّف أذرعنا، نتوقف عن إنجاز عمل الله، ونمنح الشِّرير بعض الرَّاحة، فنتدنَّس. إذا كان هناك شيء يجب عليك القيام به، ولكن بعيداً عن التواجد في محضر العليِّ، فلا تفعله حتى لجزء من الثانية.

لماذا نضطجع إن أراد الله لنا أن نقف؟ من الواضح أنَّ كلَّ ما نتحدَّث عنه لا يتعلَّق بالرَّاحة العادلة والضَّرورية لرفاهيتنا الجسديَّة، بل يتعلَّق بابتعادنا عن المهمَّة التي أوكلت إلينا. لماذا تبتعد عن النَّار الآكلة مادام يجلب لك الخير ولن يترك الشَّيطان يهاجمك؟ إذا ثبتنا في يسوع وثبَتت كلماته فينا، فإنَّ كلَّ ما نطلبه سوف يُعطى لنا.

الفقر الرُّوحي ضارٌّ مثل الفقر المادي. من خلال النُّعاس، والنَّوم، والجلوس والرَّاحة، يرى المسيحيُّ نفسه بلا قدرة على التصرُّف باسم الربِّ. وهكذا، عندما يأتي هجوم من الشِّرير، لن يكون قادرًا على المقاومة. ليسَ صعباً أن تعيش منتصراً، لكن من المهم أن تتبع تعليمات إلهنا الذي هو خالقُ كلِّ الأشياء بكلِّ تفاصيلها البسيطة، والتي تنذر نفوسنا.

لقد خلقنا لنكون ملح الأرض ونور العالم (متى 5، 13، 14). فقد الملح نكهته بالفعل في حياة الكثيرين وخفتَ النُّور. لهذا السَّبب يعيش الكثير من الناس بطريقة تتعارض مع ما حدَّده الربُّ. قال الله لإبراهيم أنه ينبغي أن يكون بركة (تك 12، 2). بصفتنا ورثة أبو العبرانيين، يجب أن نكون أيضًا بركة للجميع.

كرِّس نفسَك للعليِّ وامتلك الشَّهادة في فمك. بعد ذلك، سترى أنَّ الحياة معه هي أفضل شيءٍ يمكن أن يحدث لك. لقد جعلك الآبُ السَّماوي قويًّا وحرًّا وقادرًا على تحقيق نفس الأشياء التي فعلَها يسوع تماماً. عليك أن تستمرَّ في العمل الإلهي، ولا تكون شخصًا بائسًا مهزومًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز