رسالة اليوم

28/09/2021 - يَعْلَمُ إِرَادَةَ سَيِّدِهِ وَلاَ يَفْعَلُ ذلك

-

-

وَأَمَّا ذلِكَ الْعَبْدُ الَّذِي يَعْلَمُ إِرَادَةَ سَيِّدِهِ وَلاَ يَسْتَعِدُّ وَلاَ يَفْعَلُ بحَسَبِ إِرَادَتِهِ، فَيُضْرَبُ كَثِيرًا (لوقا47:12).

أولئك الذين وُلِدوا في عائلة الله سُرعان ما يكتشفون دعوتَهم لخدمة الإنجيل. كلَّما استمعوا إلى الكرازة بالكلمة، اكتشفوا المزيد عن الرِّسالة التي من المقرَّر أن يقوموا بها (أفسس4: 11-12). لكن بعضَ النَّاس يحاولون تجاهل الصَّوت العذب للرُّوح القدس، غير مدركين أنَّهم يمنعون الربَّ من التَّحدث لهم بشأنِ أمورٍ كثيرة، وبالتَّالي يعيقون العملَ الإلهي في حياتِهم.

أولئك الذين يريدون أن ينتصروا فعلاً يَسعون إلى فهم إرادة الله. وعندما يفهمون، يبدؤون في تحقيق نصرٍ تلوَ الآخر. أولئك الذين وُلِدوا من جديد يصبحون هدفًا للعدوِّ. سوف يجرِّبهم للتوقف عن طلب الله، وبهذه الطريقة يصبحون باردين في الإيمان ولن يشكِّلوا تهديدًا لملكوت الظَّلام بعد الآن. سوف يذكِّرهم الشَّيطان بخطاياهم القديمة ورغبات الجَسَد، بهدف إبعادهم عن الله.

ولكنَّ الحكماء، يَسعون إلى بناء أرضيَّةٍ صلبةٍ لحياتِهم. وبالتَّالي، لن تذرِّيهم العواصف التي تهبّ عليهم (مت7: 24- 25) وكلَّما تقوَّوا في الإيمان، أصبحوا بركةً أينما ذهبوا. وخلال وقتٍ قصير، يُصبح لديهم وجهٌ هادئٌ ومسالمٌ، يلتزمون مع الآخرين. ويبدؤون في فهم الإرادة الإلهيَّة.

هناك من لا يهتمّ بإعداد نفسِه، لأنَّه يعتبر أشياءً أخرى أكثر أهميَّة. وبالتَّالي، لن يختاره الربُّ عندما يريد تقديم البركات. وعندما لا يرى هذا الشَّخص تغييراً في حياتِه بعدَ مرور بعض الوقتِ، فمِنَ المُحتمل أن يغيِّر كنيسته. يشعرُ البعضُ بالإحباطِ من القس وأكثر من ذلك- يلومه البعضُ بسبب معاناتهم.

أولئك الذين يُعِدُّون أنفسَهم يفهمون ويقبلون أنَّ الله يريد أن يباركهم بوفرة. سُرعان ما يبدؤون في التميُّز مقارنةً بالآخرين، ويحصلون على المزيد من مواهب العليِّ. عندما يُنجزون المهمَّات التي أوكلَها إليهم الآبُ، يبدؤون في الظُّهور كأشخاصٍ روحيين. بالنِّسبة لهم، الإيمان ليس شيئاً غامضاً، لذا فهم ينتصرون دائماً.

ولكن، سيكون هناك يومٌ سيحكم فيه الله على الذين يقولون إنَّهم ينتمون إليه، لكنَّهم يعيشون حياتهم طالبين العطايا فقط، وغير مبالين في المهمَّة الموكلة إليهم من الله، وليسوا عارفين لكيفيَّة الحصول على بركتهِ. يعتقد بعضُ النَّاس أنَّهم روحانيون للغاية بحيث لا يمكنهم التصرُّف مثل المباركين، وعندما يُخطئون، لا يرون أيَّ مشكلة، لأنَّنا جميعًا نخطئ وِفقًا لهم.

هذا ما يُميِّز أبناءَ الله عن غيرهم. الغير مسؤولين لا يقبلون ما يقوله لهم العليُّ، لذا فهم يعيشون متعثِّرين طوال الوقت (أمثال5:15). الآن يَسعَد المؤمنون الأمناء للربِّ بتكريس أنفسِهم للصَّوم والصَّلاة، ويذهبون إلى الخدمات دائماً، ويصرُّون مع عائلاتهم على أن يخدم الجميعُ الله.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز