رسالة اليوم

26/09/2021 - افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ

-

-

وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ». فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ. (ملوك الثاني17:6)

لم يكن الغُلام الذي خدمَ أليشع قادراً على رؤيةِ أنَّ القديرَ سوف يَحميهم لو لم يصلّي أليشع من أجلهِ. يحدثُ هذا لكلِّ الذين ليس لديهم مسحَة من العليِّ. يحاول العدوُّ هزيمتنا بكلِّ قوَّتِه دائماً. وهكذا إذا لم يثبت الإنسان على الكلمة، ورؤية غير المَرئي وسماع غير المَسموع، فإنَّ اليأس يسيطرُ عليه. لا يكفي أن أكون بجانب رجلِ الله. لكن من الضَّروري أن أكون موضوع صلاتهِ.

لم تكن طِلبة أليشع أن يرتاح قلبُ ذلك الشَّاب. لكنَّ النَّبيَّ علِمَ أنَّ الشَّاب بحاجةٍ إلى المشاركة في العملِ الإلهيِّ، ولكن ما لم يرَ ما يفعله الله، لَما آمنَ به. تأمَّل أليشع في المعجزة الإلهيَّة بإيمانٍ، لأنَّه عرفَ أنَّ العليَّ لن يَخذِله. فالذي يؤمن يمتلك مقوِّمات النَّصر. إنَّ وضعَ ثقتك في كلمة الربِّ هو أهمّ من أيِّ تقدِمةٍ أو صلاة.

الدَّرسُ الأساسيُّ هو الثِّقة في حقيقة أنَّ الشَّخص الذي يقوم بعملِ الله يجب أن يصلِّي حتى يفهم شركاؤه في الخِدمة عملَ الله. أفضلُ طريقةٍ للفهمِ هي الإيمان. أولئك الذين لديهم شركةٌ مع الربِّ لا يَستغربون أبدًا. والتَّكتيكات التي يستخدمها الشَّيطان لا تنجح إلَّا عندما لا يثبت النَّاس على الصَّخرة. أولئك الذين يَثِقون به لا يخافون ولا يرتعدون.

العليُّ فقط لديه القدرة على استجابةِ الطّلبات. في حالةِ الغلام خادم أليشع، كان لابدَّ من فتحِ عينيهِ حتى يتمكَّنَ من رؤية كيفيَّة عمل الحربِ الرُّوحية. الآن، المعارك التي يخوضها الذين ينتمون إلى الله لا تفشل أبدًا. فالآشوريُّون تمتَّعوا بقوَّة السِّلاح، وأما أليشع فتمتَّع بالقوَّة الإلهيَّة. فأصابت صلاته جنود العدوِّ بالعمى، فاستسلموا لملكِ إسرائيل. افهم أنَّ الغرضَ من معركة الإيمان هو تمجيد الربِّ.

أُصيبَ خادمُ النَّبي بالذُّهول عندما أُصيبَ كلُّ جيش أشُّور بالعَمى. هذا يوضِّح ما يُمكننا فِعله بالشَّياطين التي تهاجمَنا. أعطانا يسوعُ القوَّة على الحلِّ والرَّبط. لذلك، لا يجب أن نيأسَ من أيِّ أخبارٍ يتمُّ إرسالها ضدَّنا. عندما نستخدم السُّلطان باسم يسوع، يفقِدُ العدوُّ القدرة على تنفيذِ أوامرِ رئيسِه.

ستمتلئ الجبال من حولِنا بالقوَّة السَّماوية دائماً. أولئك الذين هم تحت سلطة السَّماء يشاركون الربَّ الإله الذي هو نارٌ آكلة (عب29:12). لذلك، لا تخفْ من تحقيق الكلمة أبداً. سيُحاول الشِّرير، بكلِّ الوسائل، أن يأخذك بعيدًا عن محضرِ العليِّ لتحقيق أغراضِه الشِّريرة.

ومع ذلك، فإنَّ الذين يخدمون الآبَ السَّماوي يجب أن يكون لديهم ثقة كاملة بأنَّه عونهم، وأنَّهم يجب ألَّا يخافوا أو يفِرُّوا من معاركهِم. لن تنجحَ تهديداتُ العدوِّ المباشرة أو غير المباشرة أبدًا إذا كنتَ حازِمًا فيما قاله الله لك. داخل الكلمة، هناك القوَّة اللَّازمة لخلاصِك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز