رسالة اليوم

20/09/2021 - الاستماعُ إلى نعمةِ الله

-

-

أَسْمِعْنِي رَحْمَتَكَ فِي الْغَدَاةِ، لأَنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. عَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكُ فِيهَا، لأَنِّي إِلَيْكَ رَفَعْتُ نَفْسِي. (مزمور8:143)

بالنِّسبة للبشريَّة، كانَ صباح عندما جاءَ يسوع إلى العَالم. منذ ذلك الحِين، عمِلَت نعمةُ الله في وسطِنا. أدرك كاتبُ المزمور أنَّه يحتاج إلى سَماع لطفِ محبَّة الربَّ، لأنَّ الإيمان سينشأ في قلبِه. فعندما تمتلئ بالإيمان، يُمكنك أن تأمر الشَّيطان أن يترك حياتك، آخذًا معَه آلامَه التي تعيق انتصارَك. كثيرون يحتاجون إلى هذه النِّعمة.

يحاول الشِّرير يائسًا تنفيذ مخطَّطاته مع اقتراب عودة يسوع أكثرَ فأكثر، لأنَّه يَعلم أنَّ له وقتاً يسيراً. لم يكن هناك حالاتٌ كثيرة من الخِيانات الزَّوجية، وعدم احترام الآخرين والغِشّ كما هو الحالُ اليَوم. حتى بين شعب الله- حيث لا ينبغي أن توجدَ مثل هذه الأشياء- لكنَّ الكثيرون يفكِّرون في أنفسِهم فقط. لذلك، ليس بالأمرِ الهيِّن عدد الأشخاص الذين ابتعدوا عن الربِّ لخدمة مصالحِهم الخاصَّة.

والأسوأ من ذلك أنَّهم في الواقع يخدمون الشَّيطان. تحذِّرنا كلمة الله من أنَّه في الأيَّام الأخيرة لن يتحمَّل النَّاس التَّعليم الصَّحيح (2تيموثاوس3:4). لقد رأينا بالفعل هذه الأيَّام، للأسف، كثيرٌ من الأشخاص الذين تمَّ خلاصُهم لا يتوقَّفون حتى لفحصِ أفعالِهم. فهم يَكرزون بشيءٍ ويعيشون شيئًا آخر. بعضُهم منعزلون لدرجةِ أّنَّهم لا يشعرون أنَّ أفعالَهم ليست صادرة عن الله. إنَّهم يتصرَّفون كما لو أنَّ شغَفًا شرِّيرًا قد ضربَهم فعلاً.

أولئك الذين يثقون في الربِّ يجب أن يطلبوا منه أن يَشعروا، كلَّ صباحٍ، بنعمتِه. لن يحترموا أزواجَهم أو قادتَهم دون ذلك. بعضُ النَّاس، لأسبابٍ تافهةٍ، يبيعون سعادتَهم الأبديَّة. وهم بعيدون جدًا عن الحقِّ لدرجة أنَّهم يمدحون الربَّ على الأخطاء التي يتصوَّرونها ويرتكبونها. متى ظهرت روحُ الانفصال في قلبك انتهر هذا الشرّ في الحالِ لأنَّه آتٍ من إبليس.

افحصْ نفسَك واحذر إذا كان هذا يعيقُ تقدّمك. عندما يسيطرُ الخطأ على الإنسان، وبقدرِ ما يحاول جاهداً أن يفتحَ عينيهِ، فإنَّه يُغلق على نفسِه بألف عذرٍ من أجل الاستمرار في عصيان الربِّ. لا تبتعد عن خطة الله. إذا كان عليكَ العملُ لمدَّة 14 عامًا للحصول على "راحيل"، فافعل ذلك. يجب أن يولد "يوسُف" الذي يمثِّل روحيَّاً خيرَ الله. وإلَّا فلن يكون منقذٌ للعالم من الجوع الرُّوحي الآتي.

لأنَّ من يثِق في الربِّ، سيحصل على الكثير من لطفِ محبَّة نعمة الله. سيريه الربُّ الطريق الذي يجب أن يسلكه. من ناحيةٍ أخرى، من يُراعي أفكار الانقسام لن يَعرفَ إرادة الربِّ لحياتِه أبداً. حتى لو بلغَ غايتَه، فإنَّ باطنه سيبقى فارغًا وضعيفًا. أسوأ شيءٍ هو أنَّه سيقف أمام العليِّ في يومٍ من الأيام.

من يرفع روحَه إلى الله، ويسلِّم حياته له، يُصبِح خادمًا لله، ويبقى ثابتًا. عليك أن تتبعَ ما يقوله الله لقلبِك. لم تُعلن الكلمة لك بالصُّدفة، ولكن لتحقيق خطة الربِّ. لا تفعل إرادتك. بل اِفعل مشيئة الله.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز