رسالة اليوم

19/09/2021 - الجزءُ الأضعَف

-

-

أَصْغِ إِلَى صُرَاخِي، لأَنِّي قَدْ تَذَلَّلْتُ جِدًّا. نَجِّنِي مِنْ مُضْطَهِدِيَّ، لأَنَّهُمْ أَشَدُّ مِنِّي. (مزمور6:142)

من الدَّلائل التي تشيرُ على أنَّ الإنسانَ بعيدٌ عن الله هو شعورُه بالضَّعف الشَّديد. ولكن العلامة على عودة هذا الشَّخص إلى الربِّ هي عندما يقرِّر قولُ الحقيقة. من يكذب يرتبط بالشَّيطان (يو44:8)، إلَّا إذا تابَ هذا الشَّخص واعترف بخطيته أمام الربِّ طالبًا المغفرة. لا يُمكن أن تتغيَّر كلمة الله لمجرَّد أنَّ شخصًا ما لا يريد أن يشعر بالحَرَج من أفعاله. من يتكلَّم بالحقّ يُعلن البِرَّ (أمثال12، 17).

تتسبَّب الخطيئة في سقوط خادم الربِّ الأقوى. الشَّخص الذي ليس لديه الشَّجاعة ليبحثَ عن الشَّخص الآخر الذي أساءَ إليه ويعترف بخطئِه يرتكب خطيئة. كما أنَّ من يتكلَّم بالحقّ يُعلِن برَّه، ومن يتكلَّم بالأكاذيب يمنح مملكة الإثم سلطاناً على حياتِه. قال داودُ إنَّه انحدر كثيراً جدَّاً. لو لم يصرخ طالباً الرَّحمة لكانت نهايته حزينة للغاية.

الشَّخص الذي لا يبذل جهدًا، بالمعنى الرُّوحي، للتَّغلب على العدوِّ، هو عبدٌ له. والطريقة الوحيدة التي يجب أن يخلص بها هي الصُّراخ طلبًا لمساعدة الله. الرُّوح الشِّرير الذي تغلَّب على هذا الشَّخص المُخلَّص لن يتركه بسهولة. لاحِظ أنَّه عندما صرخَ ملكُ إسرائيل إلى الربِّ، طلبَ أن تُخلص نفسه. لو نطقَ بالكَذِب، أو سترَ خطاياه، لَما استجيبت صلاته (أمثال13:28) اتَّخِذ القرار: هل تريد أن تسلم أم تبقى في السِّجن؟

كان يسوعُ صريحًا عندما قالَ إنه يجب علينا البحث عن الشَّخص الذي نختلف معه (لوقا58:12). في اليوم العظيم، إذا لم تتصالح مع أخيك، فسوف تسلَّم إلى الجلادين (متى34:18). حذَّرنا يسوع من عدم الغفران كجزءٍ من دينونة الله (متى5: 23-25). من لا يغفر سيُحضر أمام القاضي العادل لسماع حكمه. لا يمكن أن يغفرَ لك الله ما لم تسامح المديونين لك.

بمجرَّد أن تستسلم لتجربة عدم المُسامحة، سيكون مضطهدوك بلا هوادة. ولكن إذا كنتَ حكيماً وأتممتَ وصيَّة الله، فسوف تحرِّر نفسك من السِّجن. عندها فقط ستكون قادرًا على مدح اسم الربِّ حقًّا. بدلاً من المُضطهِدين، سوف يُحيطك البرُّ. العليُّ يمنحك فرصةً. بالنِّسبة لبعض النَّاس، قد تكون الفرصة الأخيرة. قرارك سيوجّه الحكمَ وسيجعلك سعيدًا أو حزينًا إلى الأبد.

لا تتلاعب بقوى الظلام. لا تستطيع الشَّياطين أن تضطهدَ أولئك الذين لهم شركة مع الربِّ. بما أنَّهم كائنات روحيَّة، فإنَّ الأرواح الشِّريرة أقوى من البشر (عبرانيين7:2). ومع ذلك، فإنَّ أيِّ ابنٍ من أبناء الله يعيشُ في محضرهِ يكون أقوى منهم جميعًا معًا. لماذا لا تتبع الخطة التي وضعَها الربُّ وتكون حرَّاً إلى الأبد؟ بمجرَّد أن تبحث عن الشَّخص الذي أسأتَ إليه، أصلِح الأمور معه، وسيستخدمك الربُّ. 

تضرَّعوا وآمِنوا وتصالحوا مع الله القدير ومع أخيكم. وهكذا في غمضة عينٍ، سيتمُّ خلاصك. إنَّ الله ينظر إلى قلبك في هذه اللَّحظة بالذَّات. يريد أن يخلِّصك. ماذا ستفعل؟ دع الربَّ ينفِّذ خطته في حياتك!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز