رسالة اليوم

17/09/2021 - اِصرخ إلى الربِّ بصوتك فقط

-

-

بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِّ أَصْرُخُ. بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِّ أَتَضَرَّعُ. (مزمور1:142)

نتأثَّر عادةً عندما نقرأ ما دوَّنه رجالُ الله في الكتاب المقدَّس. بالنَّظر إلى الصَّلوات التي قامَ بها العديدُ منهم، نرى أنَّهم استرشدوا بالرُّوح القدس حقّاً. ولكن إذا أردنا تحقيق الانتصار، فعلينا أن ندرك أنَّهم أرادوا بالفعلِ النَّتائج التي حقَّقوها، لذلك استجابَ الربُّ لصلواتِهم. أيُّها الإخوة، ما ينظر إليه العليُّ هو دافِع قلوبنا، والذي يَظهر من خلال ثبات إيماننا.

لابدَّ أنَّ إبراهيم صلَّى مرَّاتٍ عديدةٍ. لا ينبغي أن نستخدمَ نفسَ الكلمات التي قالها في الصَّلاة (في مناسباتٍ عِدَّة حيث استُجيب له)، لأنَّها كانت تعبِّر عمَّا في قلبِه. وبالمِثل، يجب أن تعبِّر كلماتُنا عمَّا بداخل قلوبنا. لا تقلِّد صلاة شخصٍ آخر من أجلِ الحصول على البركة أبداً، لأنَّ الله ينظر إلى داخلنا ليرى إرادتنا الحقيقيَّة. قد تشبه صلاتك صلاةَ شخصٍ آخر، لكن يجب أن تخرج الكلمات مباشرة من قلبِك.

عاشَ داودُ في محضر الله. من الجيِّد تقليده في هذا الموقف، لكن ما حصل عليه بالصَّلاة كان نتيجة الكلمات التي نطقَ بها. لا فائدة من مجرَّد تكرار ما قاله صاحبُ المزمور. يجب أن تصلِّي، وِفقًا لِما تفهمه، من خلالِ كلمة الله، على أنَّه مشيئة الله في حياتك. عندما تصلِّي، تأكَّد من أنَّك تعبِّر بكلماتك الخاصَّة عمَّا قاله الربُّ لك.

من الواضح أنَّ داود طلبَ الإرشاد من خلالِ السِّجلّ الكتابيّ ليقترب أكثر من العليِّ. ولكن عند تحليل ما كتبه، نرى أنَّ كلماته ونواياه الحقيقيَّة هي التي استمالت استجابة الله. ما نوعُ الصَّلاة التي تنقلها كلماتك؟ إذا كانت صلاة الإيمان. فسوف تُسمَع. من المُمكن أن يكون لدى الشَّخص إيمانٌ حقيقي، لكن استخدام كلمات شخصٍ آخر لن يُعبِّر عمَّا يكمن في أعماق كيانِه بالضَّبط.

سيستجيبُ العليُّ لصلواتنا. لذلك يجبُ الحِرص على عدم نقلِ كلام يتعارض مع ما أوحاه لنا. خيرُ صلاةٍ أن ترجع إلى الربِّ فيما كلَّمَك به. إذا رفعتَ طِلبتك بإيمانٍ وكانت تعبيراً عمَّا تريد، فستحصل على استجابة الله بالتَّأكيد. لقد لاحظتُ أنَّني عندما أصلِّي بشكٍّ في قلبي لا أتلقَّى أيَّ إجابةٍ.

لا ينبغي ازدراء أيٍّ من تعاليم الكتاب المقدَّس. على العكس من ذلك، يجب مراعاتها جميعًا. إذا أردتَ أن يمنحكَ الآبُ رغباتك، فراقب بعنايةٍ ما ستقوله. إذا صلَّيت دون إيمانٍ، أو دون تعبيرٍ عن رغباتك الحقيقيَّة، فلن تُمنح أيّ شيءٍ. أولئك الذين يتصرَّفون بإيمانٍ لا يقبلون أيَّ نتائج مختلفة عن تلك التي أوحيَ بها من خلال الكلمة. أيُّ شخص يرفع طلبته لله بإيمان ووضوح سوف يحصلُ على استجابة.

ارفع تضرُّعك بصوتك. إذا كنت تستخدم كلمات أناسٍ آخرين، فلن تلقى استجابة. لا يهم من صلى أو من علَّمَك كيف تتضرَّع. افعل كما فعل داود وسوف تُستجاب صلواتك. الربُّ إلهك بقدرِ ما كان لأيِّ شخصٍ آخر عَمِل بناءً على الكلمة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز