رسالة اليوم

30/10/2016 - إله النّجاح

-

-

أَفْكَارُ الْمُجْتَهِدِ إِنَّمَا هِيَ لِلْخِصْبِ وَكُلُّ عَجُولٍ إِنَّمَا هُوَ لِلْعَوَزِ. (سفر الأمثال 21: 5)

إن كُنت تُريدُ النّجاحَ ، يَجِبُ عَليكَ أن تَتحكمَ في حَيَاتِكَ، وتَجتهدَ للحُصولِ على الفَهمِ الجَيّدِ الَّذي يَقودُكَ إلى التَقدُمِ. ولكِن، إن كُنتَ مِن الَّذينَ لا يَهتمونَ لما يُعلِنهُ الله لهُم، لنْ تَحُصلَ عَلى حَياةِ الغِنى التي يُعطيهَا لكَ الرَّبُ يَسوع، لأنّ أفكاركَ سَوفَ تَقودُكَ إلى الفقرِ. فالحَياةُ هي أحَدُ أمَريْن اِمّا رخَاءٌ أو فَقرٌ، لا يَنْفعكَ قَضَاءُ سَاعاتِ بكاءٍ أمَامَ الرَّب وطَلبِ النّجاح، يَكفي أن تَكونَ جَاداً، ومَنْ يَضَعُ العَربَة أمَام الحِصانِ بَالتأكيد لنْ يَصِلَ.

قَدْ يَبدو هَذا الكَلامُ تَافِهاً وليْسَ لهُ قِيمةٌ عِنْدكَ، ولكن ثِق أنّ أسلوبَ حَياتِكَ هَو الذي يُحَدّد مَا الَّذي سَتحصَل عَليه. ولنْ يتعلّم الحِكمَة أبداً مَنْ استمرَّ في التصرّفِ باِسْتِهْتارٍ. مِن الجَيّدِ أن يَكونَ لكَ أحْلامٌ للتمتعِ بِالأشياءِ الَّتي وهَبَهَا الله لكَ, ولكن كُن حَكيماً واِستَمعْ لمَا تَقولُهُ كَلمةُ الرَّبِ لكَ واعْمل بهِ. وهَذا سَيقودُكَ للنّجاحِ.

كُلُّ مَن يَتأملُ في كَلمةَ الله ويَجتهدُ لتنفِيذِها، تَتغيَّرُ أفكارُه وتَكونُ مُثْمِرة. أمّا المُتسرِّعين الّذين لا يُعطون اِهتِماماً لِصوْتِ الرَّبِ ، ولا يجِدون وقتًا لِلصّلاةِ والبقاء بِمُفردِهِم مع الآبِ - ولِذلِك يظَلّ تفكيرهُم محدودٌ ، ولا يُبصرون الكُنوز الّتي يُعلِنها المسيحُ لهُم في الكلِمةِ .

عندما نُنصِتُ لِلكلِمةِ، تجِدُ المُتسرِّعين بالكادِ تدخُلُ الكلمة آذانَهُم، حتى يَبدؤون بِالصّلاةِ. وبعد قليلٍ يَظهرُ لهُم إعلانٌ آخَر، فتجِدَهُم أيضاً يَتضرّعُون مِن أجلِهِ. ومن يفعلُ ذلِك لنْ تتحسَّن حَياتهُ مُطلقًاً، لِأنّ أفكارهُ سوْفَ تُقُوّدَهُ إلى الفقرِ والتّعاسةِ (سفر الأمثال 19: 2).

كُنّ شَخصاً مُجتهداً - مُثابراً، حَريصَاً وعَاملاً بالكلمةِ ولا تَتَسرع لأنّ هَذا سَيقودُ أفكَاركَ إلى الفَشلِ، ولكن تَمهّل وتَعَرّفْ عَلى الأفكار التي تَقودَك إلى النّجاحِ (يعقوب 1: 19- 22).

التَّضَرّعُ إلى الرَّب لِسَنواتٍ لا يُغيرُ وضَعَك في الحَيَاة. يَعيشُ العَديدُ مِنَ المَسِيحِيِّين قَلقينَ، رغم أنّهم يَدفعُون العُشورَ دَائماً ولا يَزدَهِرون أبداً، ويَسألونَ الرَّبَ عَنْ السَّبَب، كَأن الله إلهٌ شِريرٌ ولا يَستَجِيبُ لهُم. لَكِنَّ الحَقيقةَ هي أنَّ كُلّ مَن يَسمعُ الكلمةَ سِواء في خدمةٍ مَا أو مِن خِلالِ دراسةِ الإنجيلِ، يَجدُ دَائماً الوَسِيلةُ للتغلّبِ على المَصَاعِبِ في حَياتهِ ولا يَشعُرُ بالتَشْويشِ مُطلقاً.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز