رسالة اليوم

14/09/2021 - الله موجود في كلِّ مكانٍ

-

-

أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ (مزمور7:139)

الشَّخصُ الذي يُغادر مكانته ويُفكِّر في مشاكلِه الخاصَّة لا يعرف أنَّ الله القدير يقف إلى جانبهِ وعلى استعدادٍ للتَّحرك إلى العملِ وإيجاد حلٍّ لمخاوفِه. ومع ذلك، يبدو أنه في كثيرٍ من الأحيانِ يكون الشَّخص "نائمًا"، بعقلٍ مخدَّرٍ، ولا يدرك أنّ الله موجود، ومن هو، وأنَّه يعمل في حياتِنا. اعلم أنَّه أينما كنتَ أو تذهب، فإنَّ الله القدير سيكون هناك بكلِّ قوَّته.

لماذا نقوم بأشياءٍ دونَ تصوُّر أنَّ الربَّ يُراقبنا؟ إذا ذهبنا إلى العمل، فالله موجود. في كثيرٍ من الأحيان لدينا مشكلة في مكانِ العَمل، وهي مشكلة تبدو غير قابلة للحلِّ. ولكن إذا اتَّخذنا موقفًا حازمًا في الصَّلاة، وعندما نشعر بحضور الله، نطلب منه تقديم حلٍّ لهذه المسألة، فسيخبرنا بالتأكيد بما يجب فِعله.

يُمكن أن يحدثَ نفسُ الشُّيءِ في أوقاتِ فراغِنا. من الضَّروري أن نتذكَّر أنَّه، كونه أبانا، يفرح بمساعدتِنا. لا مانع عند الله أن تأخذ بعضَ الوقت للرَّاحة وتجديد قوَّتك وقضاء وقتٍ ممتعٍ مع زوجتك وأفراد أسرتك. ورغم ذلك نفشل في منحِه فرصةً في كثيرٍ من الأحيان للتوسُّط من أجلِنا. لا يهمَّ المكانُ الذي تدعو الله فيه، فهو سينتقل إلى العمل.

الحقيقة هي أنَّ أفعالنا سيِّئة في معظم الأوقاتِ. ماذا تفعل عندما تكتشف أنَّ شخصاً ما يمرُّ بضائقةٍ؟ هل تذهب إلى الشَّخص وتخبره بما تقوله الكلمة عن ذلك؟ عندما ترى شخصاً محتاجاً، هل تمدُّ يدك، أو تقضي بعضاً من وقتِك الثَّمين في مساعدتهِ، أو تطلب من الله رسالة ستغيِّر حياته تمامًا، أم أنَّك تقول أيَّ شيءٍ فقط؟ الربُّ يراقب كلَّ ما نفعله أيُّها الإخوة.

يعيشُ كثيرٌ من النَّاس وعقولهم مليئة بالأفكار السَّلبية وغير النَّظيفة. لا ينبغي أن يكون هذا سلوكُ الشَّخص الذي يريدُ أن يساعده القدير. أوصى الربُّ أن نكون قدِّيسين لأنَّه قدُّوسٌ (1 بطرس16:1). كيف يكون لله شركة مع شخصٍ يمتلئ قلبه بأمورٍ نجسةٍ أو شرِّيرة؟ إذا كانت هذه هي حالتك، ألن يكونَ من الأفضل أن تعترف للآب أنّك لم تكرمه؟

كيف يُمكن لمن يدَّعي أنَّه خادم الله أن يقضي يومًا واحدًا دون قراءة الكتاب المقدَّس أو التَّأمُّل في الكلمة التي لفتتْ نظره؟ من يتصرَّف بهذه الطريقة لم يتعلَّم كيف يجب أن يحبَّ أبينا. إذا كانت هناك أشياءٌ أكثر أهميَّة في حياتك من طلب حضور الله، فلن تجدَه عندما تحتاج إلى مساعدتِه. اجعل الربَّ إلهك، القادر على مساعدتك. لكن تذكَّر أنَّه يجب احترامه وخدمته على هذا النَّحو.

لا يوجد مكانٌ يمكنك الهروب إليه من محضر الله. لا تتصرَّف مِثل طفلٍ صغيرٍ خائفٍ يُغطِّي رأسه بالبطَّانيَّة كي يختبئ من الوحشِ الموجود في الخِزانة. اخدم الربَّ من كلِّ نفسِك ومن كلِّ قلبك. من خلالِ فعل ذلك، سوف تستمتع برفقتِه ومحبَّته. يُعلِن القدير أنَّه يحبُّ الذين يحبُّونه (أمثال17:8)؛ لذلك، السِّر هو أن تحبَّه، وسوف يحبُّك أيضًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز