رسالة اليوم

05/09/2021 - مُجَهَّزٌ بالكاملِ للمعركة

-

-

حَتَّى إِنَّكُمْ لَسْتُمْ نَاقِصِينَ فِي مَوْهِبَةٍ مَا، وَأَنْتُمْ مُتَوَقِّعُونَ اسْتِعْلاَنَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ (1كورنثوس7:1)

لقد سمِعتُ العديدَ من الوُعَّاظ يقولون إنَّ الكنيسة في كورنثوس كانت جسديَّة. في الواقع، كانت هناك حالاتٌ قليلة مُنعزلة في تلك الجماعة جلبت العارَ للإنجيلِ. ولكن ليس من الصَّواب أن نعتبرَ الكنيسة بأكملِها جسديَّة، لأنَّها لم تنقص في موهبةٍ ما. هذا يُثبِتُ أنَّه على الرُّغم من وجود عددٍ قليلٍ من التُّفاح الفاسِد، لكن وُجدَ هناك مسيحيُّون عاشوا ملء الكلمة.

إنَّ حقيقة كنيسة كورنثوس، كونها مليئة بالمواهبِ، تُظهر أنَّ هؤلاء المسيحيين خدموا العليَّ. حسنًا، القُدرات- العطايا - التي يقدِّمها لنا كاملة. ومن خلال ذلك، يُمكننا أن نفعلَ نفس الأعمال التي قام بها يسوعُ. الرَّاعي الذي ينجحُ في جعلِ قطيعهِ ممتلئِاً بالمواهب سيكون لديه كنيسة حيَّة وفعَّالة.

ما هو المطلوبُ لحدوثِ ذلك؟ هذا سؤالٌ جيِّد يجب طرحه على الربِّ وليس لأيِّ شخصٍ آخر. الآن، إذا ادَّعى أحدُ الخُدَّام أنَّ لديه الإجابة، فاسأله عمَّا إذا كانت رعيَّته تفتقرُ إلى عطيةٍ ما. كيف يُمكننا أن نؤمن بشخصٍ يعرف كيف يشير إلى الأخطاءِ ويعلم كيفيَّة إصلاحِها، لكنَّه لا يستطيع أن يجعلَ رعيَّته لديها كلّ المواهِب؟

عندما يرى الله قائدَ الكنيسة بقلبٍ خالٍ من الآثام، يتمِّم الوصايا ومصمِّماً على أن يستخدمه الله من أجلِ عملِه، فإنَّه يمنحه الحِكمة والمَسحة. وهكذا سوف تصبحُ هذه الجماعة بركةً لا مثيل لها في أيِّ كنيسةٍ أخرى. يجب أن يبدأ التَّغييرُ الذي نريده في كنيستنا وعائلتنا ومجتمعنا، وهذا يبدأ من أنفسِنا.

الحقيقة هي أنَّ الله لديه خطَطِهِ الخاصَّة في حياتنا. مادام قد دعانا لخدمتِه، وعمَّدنا بالرُّوح القدس وعلَّمنا أن نقومَ بعملِه، فماذا ننتظر؟ هل ننخرطُ كثيراً في الأمورِ الدُّنيوية؟ صحيحٌ أنَّ التَّوجيهات الدَّقيقة يجب أن تأتي منه، ولكن بما أنَّه فعلَ الكثيرَ من أجلِنا وفي وسطِنا، فما الذي ننتظره؟

لا يعطينا العليُّ المواهبَ حتى نفتخرَ ونظهرَ أنَّنا أفضل أو أهمّ من الآخرين. لا ينبغي لأيِّ جنديٍّ للربِّ أن يتصرَّف بغرورٍ أو بأيِّ روحٍ أخرى. بالنِّسبة لمن يخدم الربَّ حقًا، فإنَّ الشَّيء الوحيد الهامَّ هو أن يوافق الله على عملهِ أم لا. إنَّ أبناء الله الحقيقيين لديهم رغبة واحدة فقط: طاعة المعلِّم في كلِّ شيءٍ.

لذلك أيُّها الإخوة، اطلبوا مواهبَ الرُّوح، لأنَّكم بدونها لن تفعلوا شيئًا صالحًا في عملِ الله. لكن لا تضيِّع وقتك في انتظار معرفةِ ما إذا كان لديك ذلك بالفعل؛ بل تحدَّث عن الله للمقيَّدين والضَّالين. وهكذا ترى أنَّ الله سوف يستخدمك. صمِّم على ألَّا تلمِسَ المَجدَ الذي يعود للعليِّ فقط. من قام بمهمَّته بحمدٍ لن يخجلَ في اليومِ الأخيرِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز