رسالة اليوم

04/09/2021 - اجتهِدوا في الصَّلاة بإيمانٍ وحِكمةٍ

-

-

فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَبِمَحَبَّةِ الرُّوحِ، أَنْ تُجَاهِدُوا مَعِي فِي الصَّلَوَاتِ مِنْ أَجْلِي إِلَى اللهِ، (رومية30:15)

أولئك الذين يَعتبرون أنفسَهم أقوياءً في الله عادةً ما يحتقرون مساعدة إخوتهم وأخواتهم في المسيح. يعتقدُ بعضُ النَّاس أنَّ الشَّخص الذي لا يُستخدَم بنفسِ الطريقة ليس لديه شيءٌ جيِّد يساهم فيه. صحيحٌ أنَّ خادم الإنجيل يحتاج إلى أن يكون يقِظاً، لئلَّا يرشده أحدٌ. ولكن، بما أنَّنا نتحدَّث عن الإخوة والأخوات في المسيح، فإنَّ صلواتهم للمسيح لها دورٌ كبيرٌ في حياتنا.

أمرٌ جيِّدٌ أن يكون لدينا إخوة وأخوات يجاهدون في الصَّلاة معنا. في كثيرٍ من الأحيان يَستخدم الربُّ شخصًا مثل حنانيا- أحدُ التَّلاميذ الذين كانوا في دمشق والذي يذكر الكتاب المقدَّس عنه القليل جدًّا- ليصلِّي من أجل شخصٍ مثل شاول الطرسوسي، الذي أصبحَ فيما بعد الرَّسول بولس، أحدُ أعظم المدافعين عن المسيحيَّة في كلِّ العصور (أعمال 9، 10، 11). طلبَ حنانيّا من إخوته في المسيح الصَّلاة من أجل شاول. أعتقد أنَّ بولس تعلَّم درسَه عندما كان أعمى في دمشق.

عندما تشعر أنَّ شخصاً ما يجب أن يصلِّي لك، فلماذا لا تطلب منه؟ إذا شعرتَ بالرِّغبة في أن تطلب من الكنيسة بأكملِها التَّشفع في الصَّلاة من أجلِك، فلا تخجل من فعل ذلك. وافعل نفسَ الشَّيء إذا كنت تريد أن تتشفَّع لأجلِ شخصٍ آخر- سواء طلبَ هذا الشَّخص الصَّلاة أم لا. لكن لا تفعل هذا بطريقة غير مبالية أبداً، لأنَّه يجب ألَّا نلعب مع عمل الله أبداً أو مع إيمان النَّاس.

بالنِّسبة لبولس الرَّسول، كان الجِهادُ معاً في الصَّلاة أمرًا هامًّا لدرجة أنَّه توسَّل طالباً إيَّاه باسم الربِّ يسوع المسيح. ألا يجب أن نفعلَ ذاتَ الشَّيء؟ إنَّه لأمرٌ رائعٌ أن نرى كيف تصرَّف خدَّام الربِّ في الماضي. لقد عرفوا بلا شكٍّ بعض الأسرار التي نحتاج أيضًا إلى معرفتها واستخدامِها. من أراد أن ينمو في الربِّ وأن يكون أداة بين يديه، فعليه أن يسعى ليكون برَّه أعظم من برِّ الكتبة والفريسيين (متى20:5).

بل ذهب نداءُ بولس إلى أبعد من ذلك: فقد طلبَ من خلال محبَّة الرُّوح. من خلال فعل ذلك، أظهر بولسُ أنَّ التَّدخل من خلال الصَّلاة هو أمرٌ جادٌّ للغاية. لذلك لا تمزح عند تقديم طلب للصَّلاة. يستخدم بعضُ النَّاس طلبات الصَّلاة كطريقةٍ لإنهاء الحديث أو ليَظهروا كأشخاصٍ روحيين. ومن يتصرَّف بهذه الطريقة لا يُمكن أن ينال البركة، حتى لو توسَّل للحصول عليها.

صلواتُ المخلّصين مقتدرة. صلَّى إيليا، الذي كان رجلاً تحت الآلام مثلنا (يعقوب17:5)، إلى الربِّ حتى عطسَ الطفلُ الميتُ سبع مرَّات (2ملوك4: 33-35). وفي حالةٍ أخرى، صلَّى سبع مرَّاتٍ حتى ظهرت سحابةٌ صغيرة بقدر يدِ إنسانٍ مرتفعة من البحر (١ملوك44:18). عندما تتشفَّع لأشخاصٍ آخرين في الصَّلاة، انظر إليها كجزءٍ من هذه الخدمة. لا تصلِّي أبدًا لأنَّ عليك أن تفعل ذلك أو لإرضاء الشَّخص الذي طلبَ صلاتك.

قال بولسُ أنَّه ينبغي عليهم أن يجاهدوا معًا في الصَّلاة- وليست مجرَّد طلبة بسيطًة. قبل أن تقول إنَّك ستصلِّي من أجل شخصٍ ما، تأكَّد من معرفة سببِ الصَّلاة. ثمَّ إذا كان هناك اتفاقٌ بينكما، فانتقل إلى المعركة للفوز. إذا صلَّيت إلى الربِّ دون ذكر الشَّخص الذي تتشفَّع من أجلهِ والسَّبب، فلن يكون هناك إجابة من السَّماء.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز