قوة الإيمان

يجب أن يتقوَّى خدَّام العليِّ لعمَل الأشياء الصَّالحة. وهكذا سيتمُّ إنجازُ عملهِ الرَّائع في أيَّامنا كما كان في زمن تجسُّد ربِّنا ومخلِّصنا. المهمَّة التي أعطاها يسوعُ لكلِّ الذين يؤمنون به هي أن يقوموا بنفس العَمل الذي قامَ به. ونظرًا لأنَّنا نمتلك الوعد الإلهي الثَّابت، يُمكننا الاستمرار في السَّير مع اليقين أنَّنا لن نفتقر أبدًا إلى مساعدة السَماء.

إذا اتَّخذ جميعُ الخدَّام وعدَ الله كوصيَّة وسَعَوا جاهدين لتحقيقهِ، فسنرى العديدَ من الأشياء الهامَّة تحدث في الوقت الحاضر. الحقيقة هي أنَّ القديرَ يريدُ تحرير الذين هم تحت نير الشَّيطان، كالذين يتعاطون المخدَّرات، والمغموسين في الدَّعارة، فهم يتصرَّفون بطريقة غير شريفة ويدمِّرون أنفسَهم. يجب أن نقنعهم بأن يصبحوا أناساً صالحين.

كانت هناك أوقاتٌ للشِّدة وستبقى دائماً. كما في أيَّام إبراهيم، عندما جلب الجفافُ الجوعَ إلى الأرض، رأينا اليومَ العديدَ من المناطق تعاني من هذا الشَّر. في أيام لوط، جعلت قوَّات الجحيم من سدوم وعمورة مدينتين زانيتين. في أيَّامنا هذه، زارت نفس الخطيئة أمماً بأكملِها. لقد انخرط العالم كلّه بسوء السُّلوك للغاية، لأنَّه يتبع التَّوجه الشَّيطاني.

لقد حانَ وقتُ العذاب وسيطرَ على كثيرٍ من النَّاس. حتى داخل الكنائس حدث هذا. لم نشهد قط الكثير من الزِّنا والكثير من حالات الطَّلاق وانتهاكات الشَّباب والاغتصاب كما رأينا مؤخَّرًا. وفي حالاتٍ عدَّة لا يتمُّ حتى القبضَ على المُعتدي، لأنَّه يتمكَّن من الحصول على أمرٍ قضائيٍّ بإطلاق سراحِه. يوجد محامون متخصِّصون في الإفراج عن المُجرمين. كم يحتاج العالم أن يعرفَ الخير!

في الآية التي ندرسها، يقولُ الربُّ أنَّه في زمن المِحنة، يتشفَّع العدوُّ مع ارميا. هذا ما يحدث: لقد طلبَ منَّا الشَّيطان ألَّا نتدخَّل في عملِه، كما فعل الإنسانُ المقيَّد في كورة الجدريين (متى 8: 28، 29) والرَّجل الذي كان في مجمع كفر ناحوم (لوقا4: 31-37). هناك آباءٌ يسمحون لبناتِهم بإحضار الصَّديق إلى الغرفة الخاصَّة، لأنَّ ذاك أمرٌ خطيرٌ في الفندق. بل هناك حالات يقوم فيها الابنُ بإحضار "صديقهِ الخاص" إلى منزلِ والديه. علَّمنا يسوعُ ألَّا نلبِّي طلبات الشَّيطان (لوقا25:4).

أولئك الذين يعقدون صفقات مع الشِّرير ينفصلون عن الله القدير (2كو14:6، 15). وهكذا تكمِل امبراطورية الشَّر عملَها، في حياة هذا الشَّخص. هناك من يظنُّ أنَّ أموالهم المُدَّخرة تحميهم، لكن هذا لم يكن حال الغنيِّ الذي بنى مخازن جديدة وملأها بالمُؤن (لوقا20:12). في تلك اللَّيلة نفسها أُخِذت روحُه منه. هناك طريقة واحدة فقط لعدم التَّعامل مع الشَّيطان: طاعة وصايا يسوع. من يطيع الوصيَّة الإلهيَّة سيحصل على المكافأة (عب6:11).

يبدأ النَّص الكتابي بالقول أنَّ الربَّ قال. وما أعلنه الربُّ سيحدث دائمًا. ليس لدى الشَّيطان أدنى الشُّروط الملائمة لمواجهة العليِّ. الله كلِّي القدرة وعندما يعملُ فلا أحد يستطيع أن يمنعَه (إشعياء13:43). آمِن بما يُخبرك العليُّ به ولن تكون مذنباً يوم الدَّينونة الأبدية أبداً ولن تستسلم للعدوِّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز