رسالة اليوم

27/08/2021 - كما قِيلَ لك

-

-

لِذلِكَ سُرُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللهِ أَنَّهُ يَكُونُ هكَذَا كَمَا قِيلَ لِي. (أعمال الرسل25:27)

أُخِذ بولسُ كسجينٍ إلى روما لتقديمه إلى قيصر، الذي وقفَ الرَّسول أمامه في لحظةٍ معيَّنة، لاحظَ خَادمُ الله أنَّه من الأفضل ألَّا يغادروا من مكانهم، لأنَّه تنبأ بعاصفةٍ شديدة وقد أخبر قائد السَّفينة بذلك. لكن من سيهتم برأي شخصٍ سجينٍ؟ لم يعرفوا أنَّ بولس كان الأكثر حرِّية بينهم، وأنَّه سيكون سببَ نجاة لكلِّ نفس على متن السَّفينة.

من الأفضل دائمًا أن نستمِع لرأي الشَّخص الذي ينقاد بروح الله، لأنَّ الربَّ يتكلم من خلاله، معتبرين أنّه مسؤول عن كلامه. عندما لاحظ طاقم السَّفينة أنَّهم كانوا تحت وطأةِ عاصفة شديدة لعدَّة أيام، لدرجة أنَّهم لم يتمكَّنوا من رؤية الشَّمس والنُّجوم. وقد فقدوا كلَّ أملٍ في نجاتهم. ولكن بما أنَّ النُّبوءات تتحقق دائمًا، فمِن الحُسنى أن نستمع لأنبياء الله العليِّ.

كان بولسُ في شركةٍ مع الربِّ، بينما كان الآخرون في حالة يأسٍ في السَّفينة. كانوا لأيَّام دونَ طعام، ثمَّ قامَ الرَّسول وأعطى رسالة رجاءٍ. لو سلكَ كلُّ رجلٍ لله بالإيمان في مثل هذه المواقف، فإنَّه سيعطي الرِّسالة الصَّحيحة. ثمَّ ذكّرهم بولسُ أنَّه كان عليهم أن يسمعوا ما قاله سابقًا (الآية ٢١). من لا يستمِع إلى قولِ النبيّ فسوف يتضرَّر في العواصِف القادمة.

ضَمِنَ الرَّسول عدم خسارة أيِّ شخصٍ من هذه النُّفوس، إلَّا السَّفينة فقط، وأمرهم أن يكون لديهم نيَّة حسَنة. علاوةً على ذلك، أوضحَ أنَّ هذا الموقف سيحدث بسبب الرِّسالة التي جاء بها ملاك الله أثناءَ اللَّيل (الآيات 23، 24). هذا هو نوعُ الشَّخص الذي يجب أن تمتلكه الكنيسة دائمًا- أولئك الذين يعيشون في المحضرِ الإلهيّ وينقِلون الكلمة إلى النَّاس. هؤلاء هم الأشخاص الثَّمينين الذين نحتاجهم في كلِّ مكانٍ.

أعطاه الملاكُ رسالتين. قالت الرِّسالة الأولى إنَّ الرَّسول سيقف أمام قيصر، والثَّانية قالت إنَّ جميعَ الذين يسافرون معه سيَنجون بنعمةٍ إلهيَّة. من ينتمي إلى الله ويعيش في شركة مع الآب يجب أن يكون مدركًا حتى لا ييأس أبدًا، وفي نفس الوقت، يجب أن يقبل وينقل رسالة العليِّ. حتى لو لم يفهمها النَّاسُ في البداية، فعندما لا يكون هناك أملٌ في النَّجاة، سوف يفهمون لاحقاً.

حدث تماماً كما أُعلِنَ لبولص. وهكذا، لم تُفقد أيَّ نفس. الآن، ستُغادر سفينة هذا العالم، وإذا كنَّا حقًا خدَّام الله، فإنَّ الربَّ يضمن للذين يسافرون معنا- أنَّ الذين لديهم نفس الإيمان والمحبَّة للمخلِّص- سيصلون جميعًا إلى أرضٍ آمنةٍ.

سيأتي الغضبُ مثل هذه العواصف والأشرار سوف ييأسون، لكنَّ المخلَّصين يعرفون أنَّ لا شيء سيمنعهم من الوصول إلى الملاذ الآمِن الذي أعدَّه الربُّ. كما حدث في ذلك اليوم، من الضَّروري حالياً أيضًا أن نصِلَ إلى وِجهتِنا.
عندما وصلَ إلى جزيرة مالطا، استُخدِم بولسُ لشفاء بُوبْلِيُوسُ، عُمدة الجزيرة، وجميع المرضى الآخرين (أعمال28: 7-10). هلِّلويا!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز