رسالة اليوم

26/08/2021 - مَلجأٌ لكَ

-

-

يَا قُوَّتِي لَكَ أُرَنِّمُ، لأَنَّ اللهَ مَلْجَإِي، إِلهُ رَحْمَتِي. (مزمور17:59)

يدخلُ الشَّخص الذي لديه محامٍ جيِّد إلى المَحكمة بأملٍ كبيرٍ في الحصول على البراءة، مع عِلمِه أنَّ الجريمة التي ارتكبَها يُمكن أن تؤدي به إلى عقوبةٍ كبيرة. من ناحيةٍ أخرى، يعرفُ الذين لا يستطيعون تحمُّل تكاليف محامٍ ماهرٍ أنَّهم سيُعاقبون بما يتجاوز جرائمِهم. الاختلاف في الشَّخص الذي سيُدافع عن قضيَّتك. لا ترفض تقدمة الربِّ أبداً، فهو المُدافع الأعظم عن قضيَّتك.

لدينا أفضلَ محامٍ في كلِّ العصور: يسوع. لأنَّه الحقّ، وهو يعرف ضعفَنا، ويستطيع تحريرنا من الموت، الذي هو طبيعة الشَّيطان. عندما كان في وسَطِنا، سمحَ الآبُ للمُخلِّص أن يُجرَّب في كلِّ شيء، كي يتمكَّن من تحرير كلِّ من يقترب إليه. خطة الله هي أن تُغفَر خطاياك وأن تسلك في جدَّة الحياة (رومية4:6).

المسيحُ هو أكثرُ من مجرَّد محامٍ. فهو يُعلِنُ نفسه بأنَّه الكلِّي القدرة، الذي لديه القَّوة الكاملة على تحريرنا من كلِّ المواقف الشَّيطانية التي قد نتورَّط بها. لا توجد طريقة أخرى للنَّجاة من الدَّينونة إلَّا أن نتحرَّر بقوَّته. فيغسِلنا بدمه ويجدِّدنا بالرُّوح القدس. هذا هو العملُ الذي يحتاجه الجميعُ في حياتهم، وإلَّا فلن يكون هناك أملٌ.

بما أنَّه مخلِّص البشرية، فإنَّ يسوع هو المحامي عنَّا. قد يرفع الشَّيطان إصبعَه القذر ويصرخ أنَّنا خطأة، لكنَّ المسيح سيمدُّ يدَه القويَّة ويقول إنَّه ماتَ عِوَضاً عنا، ودفع ثمن خلاصِنا (أش53: 4,5). الآن، إذا سمحتَ له أن يكون مدافعًا عنك، فلن تتمَّ إدانتك. انتهت الدَّينونة وصارت من الماضي منذ أحداث الجلجلة.

الربُّ إله الرَّحمة! لذلك لا تخفْ أن تذهب إليه وتطلب منه المغفرة، لقد دعا جميع المتعبين والثَّقيلي الأحمال كي يحصلوا على الرَّاحة (متى 11، 28). فلكي تحصل على مغفرة الخطايا، بذلَ يسوعُ دمَه حتى آخر قطرةٍ. منذ تلك اللَّحظة، لم يَعُد يراك الله القدُّوس بعد الآن ضالًّا وغير مخلَص، لكنَّه يراك من خلال دم ابنه. فيغفر لك ويغسلك من آثامِك.

لذلك، مع الأخذ في الاعتبار كلِّ ما يفعله الله لمصلحتِك، ابدأ في التَّرنيم والتَّسبيح واشكره لأجلِ المغفرة. الآن، ادخل إلى المَعقل الأبديّ وكُنْ في مأمنٍ من كلِّ تجربة تواجهك، وحرِّر نفسَك من الإدانة تماماً. من سيشتكي على مختاري الله؟ إنَّ الله هو الذي يبرِّر (رومية33:8). ورغم ذلك، لا تنسَ أن تتصالح مع الذين أسأتَ إليهم. إذا تصرَّفت بهذه الطريقة، فستكون لديك الشُّروط اللَّازمة للحصول على النِّعمة الإلهيَّة.

لماذا تخاف إن كان الربُّ هو المدافعُ عنك؟ ولماذا لا تستمِع إليه الآن وتفتح قلبك له، فتنال التَّنقية من كلِّ أعمالك الشِّريرة؟ بركتك قد جاءت. الله ينظر إلى قلبك الآن ليغفر لك تماماً. كُنْ شجاعاً بما يكفي لتتحرَّر من كلِّ تجاوزاتك. انتصارك مضمونٌ!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز