رسالة اليوم

28/10/2016 - الكَذبُ عَلى الله يُفقِدُنَا الأبديَّةِ

-

-

أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ (أعمال الرّسل 5: 4).

إن الكذِب على الخادم الذي أقامهُ الرَّب يعني الكذبَ على الرَّبِ نفسه، وأن الرّوحَ القُدس يستخدمُ خُدام الرَّب للكرازةِ ولإيضاح أيّ أمرٍ لنَا. ونعلمُ أنهُ منَ الجيدِ عدمُ اِرتكابِ الأخطاء، ولكنْ إذا حدثَ ذَلك، لا نحاول الكذبَ على خادمِ الرَّب ونرتكبُ خطاً أكبر. حنانيا وسفيرة لو أنَهما لم يَكذبا على الرَّب كان يُمكنهُما أن يَحتفظا بِمَالِهما ويَذهبان أيضاً إلى السَّماء ، إنما هُما لم يفعلا هذا. فأين نَجدهما اليوم؟

قال يَسوع: "أنا هو الحقّ" (يوحنا 14: 6) لِذلكَ كُلَّ كِذبةٍ هي ضدَّ الحقّ، أي ضدَّ الله. كيف لِشخصٍ أن يُخْدع لِهذه الدرجةِ مِن إبليس، ويكذبُ على الله الذي يَكرهُ الكَذبَ؟ مِن الغباءِ جداً عِدمُ قولِ الحقيقةِ، والذي يكذبُ يبتعدُ باخْتِيَارهِ عن الرَّب ويرمي بِنفسهِ في أحْضَانِ الشّيْطان، الذي هو كَذاب وأبو كلّ كَذاب.

أنَ الشّخصَ الذي لا يقولُ الحَقَّ لخادمِ الرَّب، يَكذبُ على الرَّب نَفسه. فهو لا يُسيطرُ على عَقلهِ وسَوْفَ يَدفعُ الثَّمَنَ غَالياً، لأنهُ سَيستمرُ بالكَذبِ أكثرَ مِن الأول.

يَسْتخدمُ الرّوح القُدس الخُدَّام، ويُعْطيهِم الْمَسْحَة مِن أجل الكِرازة وفهمِ الكلمةِ، وكذلك الْقُدْرَة مِن أجْلِ الشّفاءِ وإخراجِ الشَّياطين. والَّذينَ يَدْعوهُم الرَّب هُم مُمَثليهِ لِتنفيذِ العَملُ الإلهي (كورنثوس الأولى 12: 1- 11). بالإضافةِ إلى هَذه المَهَام، يَسْتخدمهُم الرّوحُ أيضاً لتَحْذيرنا مِن أي خَطأ عَلى وشكِ الحدوثِ، وكذلك التَّحَقق مِن أي أمرٍ قدْ يُضَايَق اَحد. وهَذا التَّحَقق أو المُتابعة هو للمَنْفَعَةِ، ولِكي يَتُوب النَّاس ويَتَصَالحوا قَبَل يَومِ الدينونةِ (إشعياء 55: 6، 7).

الذي يُخطئ يَجبُ أن يَعترفَ بكُلِّ شيء. وإن أخَفَى شَيئاً قَليلاً يَعني اسْتمرارهُ في الخَطأ وبَقَائه تَحتَ سَيطرةِ العَدُوّ. فالأفضَلَ أن لا تَرتَكِبَ الأخطاء، ولكن لو أَخْطَأْنَا مرّة وحاولنا إخْفَاء ذلك، لن نحَصُلَ على الرَّحْمَةِ مِنَ الرَّب (سفر الأمثال 29: 1).

لو اعْترفَ حَنانيا وسَفيرة، لغفرَ لهُما الرَّب وعادا إلى الشَركةِ مَعهُ، لكن بِمَا أنهُما اِختَارا الِاسْتمرار فى الخَطأ، مَاتا أمَامَ رجُلِ الله وذَهَبا بالخطيئةِ إلى الأبديَّةِ.

هَلْ حَصَلا عَلى الرَّحْمة؟هَلْ يسْتَحَقَ كَذِبَهُما هَذا الثَّمَن؟ بِلا شَكٍ قدْ خَسِرا الفُرصَةَ الذَهبيةَ لإصْلاحِ الأمورِ مَع الله.

فَلا تَخْسَر فُرصَتكَ أبَداً لإصْلاحِ أُمُورِكَ مَعَ الرَّبِ، اِدفَعَ أيّ ثَمن للذَهَابِ إلى السَّماء وليْسَ إلى الجَحَيم، حَتى لو كَانَ الثَّمَنُ باهِظاً.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز