رسالة اليوم

25/08/2021 - اطرد الأشرارَ من مَحضرِك

-

-

اُبْعُدُوا عَنِّي يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْمِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ بُكَائِي. (مزمور8:6)

تقود التَّجربة الإنسان التَّقي إلى ارتكاب خطيئةٍ خطيرة في بعض الأحيان. فيشعر هذا الشّخص بأنَّه قد تمَّ التَّخلي عنه، وفي نفس الوقت، أسيراً للعدوِّ ومُجرَباً. فينتابه ذعرٌ من أنَّ شيئًا سيِّئًا قد يصيبه. يخافُ أن يوبِّخه الربُّ في غضبِه أو يعاقبه. يُرجى متابعة قراءة هذه الدِّراسة إن كنتَ في هذه الحالة. يريد الله أن يحرِّرك من قوَّة الشَّر.

يكمنُ السِّرُ في أن تصرخ طلباً للرّحمة الإلهيّة، لأنَّها تحرِّرك من الخطيئة وتجعلك تستمتع بالتَّواصل مع الآب مرَّة أخرى. بدونها، لن تُنجزَ شيئاً في الحياة أبداً، لأنَّ الخطيئة تفصِلنا عن الله وتسترُ وجهَه عنَّا (أش2:59). دون أن نرى نورَ وجه الربِّ نشعر بالقلق، لأنَّنا بحاجة إلى هذا النُّور، الذي هو الكلمة- لأقدامنا- حتى ينيرَ طريقنا (مز 119، 105)

البعدُ عن الله يجعلنا نشعر بالضُعف، والمرض، ووهن الرُّوح. ليس هناك أسوأ من النَّدم بسبب خيانتك للربِّ أو للذين وثقوا بك. السُّؤال هو: لماذا لا تعترف لكليهما بخطاياك؟ لماذا تبقى مع شعور عدم النَّجاة؟ لن يحدث هذا إلَّا إذا لم تقم بإعادة تكوين نفسك، محرِّراً ذاتك من خطيئتك إلى الأبد. هل ستستمرُّ في التأجيل لوقتٍ لاحقٍ؟ كُنْ حذرًا، فقد لا يكون لديك وقت!

أولئك الذين يقعون في الخطيئة يهلكون أجسادهم. بعضُ النَّاس لديهم هلوسة. آخرون يعانون من الاكتئاب ويصبح سيِّداً لحياتهم. حتى أنَّ البعض يعتقد أنَّ الربَّ لن يقبلهم مرَّة أخرى أبداً. الرُّوح المُضطربة تدفع الشَّخص إلى التَّصرف كما لو لم يكن حتى بشرًا. لذلك لا بدَّ من الرُّجوع إلى الربِّ مرَّة أخرى، لأنَّه وحده يستطيع أن يحرِّرك من الإدانة. يفعل ذلك لأنَّه صالحٌ ورحيمٌ (مز8:145).

الشَّخص الذي يبتعد عن الله لا يمتلك ذاكرة إلهيَّة، لأنَّ طبيعة الشَّيطان تهيمن على هذا الشَّخص. إذا استمرَّ في العيش على هذا النَّحو، فسيهلك إلى الأبد. لا يكفي أن تتعب من البكاء. وأن تعوِّم سريرك بالدُّموع: تَعِبْتُ فِي تَنَهُّدِي. أُعَوِّمُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي بِدُمُوعِي. أُذَوِّبُ فِرَاشِي. سَاخَتْ مِنَ الْغَمِّ عَيْنِي. شَاخَتْ مِنْ كُلِّ مُضَايِقِيَّ. (مزمور6: 6-7). فمن الضَّروري اتباع التَّوجيه الإلهيَّ لكي نتحرَّر نهائياً من كلِّ هذا.

هناك علاجٌ واحدٌ فقط: الاعترافُ للربِّ، وتصحيح الأمور معه، ثمَّ صلِّ صلاة صادقة وحازمة، وامر بأن يبتعد عنك كلُّ الذين يمارسون الإثم. وإلَّا فلن تختبر سنوات السَّلام والإنجاز التي يريد العليُّ أن يمنحك إيَّاها أبداً. هذه أفضل لحظة للصَّلاة واتِّخاذ موقف: ما يهمُّ هو قرار قلبِك. الباب مفتوح لك ولكن إذا لم تدخل فسيُغلق إلى الأبد.

كُنْ حازماً ومُخلصاً مع الربِّ. لا تسمح لشيءٍ أن يأتي بينك وبين الله القدير. من ينشر الشَّائعات، هو غير أمين وخائن، من يحتفظ في قلبه بالغضب والمرارة والبغضاء، عليه أن يبحث عن الشَّخص الذي أساء إليه، وأن يصحِّح الأمور معه في أسرع وقتٍ مُمكن. تحدَّث إلى الله وأوفِّي نذورك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز